بعد ستة أيام من التنافس ضمن الدورة ال29 للألعاب الأولمبية, المقامة حاليا بالعاصمة الصينية بكين, خرج ستة عشرة رياضيا مغربيا من بينهم ثمانية ملاكمين, صفر اليدين, في ستة أنواع رياضية من أصل السبعة التي يشارك بها المغرب في الأولمبياد. ففي رياضة الملاكمة كان إدريس مساعد (وزن64 كلغ) أول ملاكم من الثلاثة المؤهلين إلى ثمن النهاية يخرج يوم الخميس من دائرة المنافسة بعد تعثره أمام الكوبي إغنيسياس سوتولوغو رونييل بالنقط4 مقابل15 . ولم يظهر مساعد, الذي كان قد فتح باب الأمل أمام القفاز المغربي للعودة إلى الواجهة بتأهله إلى دور الثمن, بالمستوى الذي أبان عنه خلال مواجهته للأسترالي كيد تود وكان شاردا فوق الحلبة مفسحا المجال أمام الكوبي لاستعراض عضلاته في نزال كان فيه الأقوى. وتقاسم مساعد خيبة الأمل في الصعود إلى منصة التتويج مع سبعة ملاكمين مغاربة آخرين لم يكونوا بدورهم في مستوى الحدث وأزيحوا من الدور الأول . ولم يكتب لهؤلاء الملاكمين السبعة تجاوز أول عتبة في مشوار الإقصائيات وأزيحوا منها دفعة واحدة وهم محمد أمانيسي (وزن أكثر من91 كلغ) سعيد الراشيدي (وزن75 كلغ) ومهدي خالصي (أقل من69 كلغ) والمهدي وثين (وزن أقل من57 كلغ) ورضوان بوشتوق وعبد الإله نحيلة (أقل من51 كلغ) والطاهر التمسماني (أقل من60 كلغ). على أن هشام المصباحي (وزن54 كلغ), واجه أمس الجمعة في دور الثمن البوتسواتني غكغوبوليغ خوميسو, ومحمد العرجاوي (وزن91 كلغ) الذي سينازل يوم الأحد في دور الربع الأمريكي ويلدر ديونتاي. وتهاوى حلم لاعبي الجيدو المغاربة الأربعة, الذين مثلوا المغرب في الدورة, في الصعود إلى منصة التتويج وبالتالي كتابة إسم رياضة الجيدو الوطنية في سجل المتوجين في الأولمبياد بعد أن ظلت ولسنوات عديدة تلعب دور الكومبارس وتخرج من المحفل كما دخلته . فقد كان يونس أحمدي, أمل الجيدو المغربي, أول من غادر المنافسات مستبقا مواطنيه رشيد الركيك وعطاف صفوان, الذي كان يعول على تجربته لإنقاذ ماء الوجه, وأخيرا محمد العسري إلى منفذ الخروج. وانكسر سلاحا المبارزة والشيش, اللذين خاضا بهما المسايفان المغربيان عصام الرامي وعلي الحسين كزافيي, في أول مباراتين خاضاهما على التوالي الأول أمام البولوني موتيكا توماس (7 مقابل12 ) والثاني أمام الفرنسي كويار برايس, حامل اللقب الأولمبي في دورتي2000 بسيدني و2004 بأثينا, لتظل المسايفة المغربية مرتدية لباس التواضع في انتظار من ينقذها. ولم تنجح السباحة الوطنية في أن تطفو على السطح بعد أن تعذر على ممثلة المغرب في المسابقة, سارة البكري, إنقاذها من الغرق لوحدها وخرجت من الدور الأول لمسافتي100 م و200 م سباحة الصدر, لكن كان لها شرف مقارعة أمهر السباحات عالميا وتجاوز البعض من أفضلهن باحتلالها المركز الأول في السلسلة الإقصائية الأولى للسباق الأول (1 د و08 ث و66 /ج م). ولئن كانت البكري (19 سنة) قد خرجت محرومة من كل شىء سوى البلل فإنها في المقابل نجحت في تحسين توقيتها الشخصي في السباقين معا وهو إنجاز سيظل بالنسبة لها تاريخيا. وبعد سلسلة الإخفاقات, التي منيت بها الرياضة الوطنية في دورة بكين, تتجه أنظار المغاربة منذ أمس الجمعة صوب الملعب الوطني (عش الطائر) حيث دخل العداؤون والعداءات المغاربة, الذين تعلق عليهم الأوساط الرياضية الآمال في إهداء المغرب ميداليات, حلبة التباري وفي انتظار أن تدشن رياضة التيكواندو بدورها المنافسات اعتبارا من الأسبوع المقبل. توفيق صولاجي