قتل23 شخصا على الاقل ، واصيب250 اخرون بجروح، في عملية انتحارية بالسيارة المفخخة ، دمرت مبنى للشرطة في لاهور، كبرى مدن شرق باكستان ، فيما لا يزال الهجوم، الذي يشنه الجيش على «طالبان»المرتبطين بتنظيم «القاعدة ش، في اوجه بشمال غرب البلاد. وبهذا الهجوم يرتفع الى نحو1900 ، عدد القتلى جراء موجة الاعتداءات التي تدمي باكستان منذ سنتين عند اعلان حركة «طالبان» الباكستانية ، واسامة بن لادن ، «»الجهاد»» على اسلام اباد، لدعمها الحرب على الارهاب بقيادة الولاياتالمتحدة. واعلن سجاد بوتا ، رئيس ادارة البلدية في لاهور، لمحطة التلفزيون الرسمي «بي تي في»، «»ان23 شخصا ، بينهم11 شرطيا ، قتلوا ، كما سقط نحو250 جريحا»». وكان المقاتلون الاسلاميون توعدوا بالانتقام «»في كل مكان من البلاد»» منذ ان شن الجيش هجوما واسعا ، بضغط من واشنطن، قبل شهر، في وادي سوات وجوارها بشمال غرب البلاد ، بعد سقوط المنطقة في ايدي «طالبان» منذ سنتين. وفي لاهور، لم يتمكن الانتحاري ، على ما يبدو ، من اقتحام حاجز للدخول بسيارته ، المحشوة بالمتفجرات، الى حرم المجمع ، الذي يضم خصوصا مبنى الشرطة لعمليات الاغاثة الذي اصيب مباشرة في الهجوم ، حسب «بوتا.» ويضم هذه المجمع ايضا مركزا مهما للشرطة ، ومكاتب جهاز الاستخبارات العسكرية الرئيسي، الذي يتمتع بنفوذ كبير في البلاد. وقد انفجرت السيارة، فيما كان الانتحاري لا يزال على الطريق. وتحول مبنى الشرطة لعمليات الاغاثة ، الى كومة ركام ، فيما لحقت اضرار كبيرة بالمباني المجاورة ، ومنها مبنى مركز الشرطة وجهاز الاستخبارات العسكرية. وقال ضابط في الشرطة في المكان ، يدعى خالد بايغ ، «»كان هناك30 الى35 شرطيا في المبنى (شرطة الاغاثة)، وبعضهم خرج جريحا ، فيما الاخرون عالقون تحت الانقاض»». وهذا الهجوم هو الثالث الذين ينفذه الاسلاميون خلال اقل من ثلاثة اشهر في لاهور. ففي30 مارس الفائت، اقتحم مسلحون ، يحملون بنادق ، وقنابل يدوية، واحزمة ناسفة، مركز تدريب للشرطة، في ضواحي لاهور ، وخاضوا اشتباكات مسلحة استمرت ثماني ساعات ، اسفرت عن مقتل سبعة متدربين في الشرطة ، ومدني واحد. وتبنى «طالبان الباكستانيون» الهجوم ، متوعدين بمضاعفة هذا النوع من الهجمات في سائر انحاء البلاد. وفي الثالث من مارس، نصب مسلحون كمينا لباص كان ينقل فريق الكريكت الوطني السريلانكي ، في جولة بلاهور، مما ادى الى مقتل ثمانية باكستانيين ، معظمهم شرطيون، وجرح عدد من اللاعبين. وباتت المناطق القبلية بشمال غرب باكستان الحدودية مع افغانستان ، معقلا لهؤلاء المقاتلين الباكستانين الذين ساعدوا «القاعدة» في هذه المناطق ، على اعادة تشكيل قواها ، و«طالبان الافغان»، على اقامة قواعد خلفية. لكن منذ سنتين، استولوا على وادي سوات، التي تبعد نحو مئة كلم فقط عن اسلام اباد ، عاصمة القوة النووية العسكرية الوحيدة في العالم الاسلامي, مما اثار القلق في العالم ودفع ، واشنطن الى ممارسة ضغوط كبيرة لوقف تقدمهم على الارض. ويوم26 ابريل الماضي، شن الجيش هجوما واسعا في هذه المنطقة. واكد، في غضون شهر، انه استعاد قسما كبيرا من الوادي ، وقتل نحو1200 عنصر من «طالبان».