يعقد القادة الاوروبيون والروس ، اليوم الخميس و غدا الجمعة ، في اقصى الشرق الروسي ، قمة حساسة تركز بالخصوص على مسائل الطاقة والتجارة ، طالما ينتظر الاتحاد الاوروبي ، عبثا ، بشانها ومنذ وقت طويل، تطورا في مواقف موسكو. وسيمثل الرئيس التشيكي، فاتسلاف كلاوس، الذي تتولى بلاده الاتحاد الاوروبي الدول الاعضاء ال27 في خبروفسك، مع رئيس المفوضية الاوروبية ، جوزي مانويل باروزو، والممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية ، خافير سولانا. ويرى دبلوماسي اوروبي ان حضور كلاوس, الاكثر موالاة لموسكو مقارنة بعدد كبير من قادة دول شرق اوروبا, قد يكون ""ايجابيا"" امام الرئيس ديمتري مدفيديف. واعلن كلاوس في الاونة الاخيرة لصحيفة «ليدوفي نوفيني» التشيكية ، ""لا اظن ان روسيا تشكل خطرا ، بل هي بلد كبير قوي وطموح يجب الانتباه اليه اكثر من الدول الصغيرة ، مثل استونيا وليتوانيا"" مجازفا باثارة استياء تالين وفيلنيوس ، اللتين تقيمان علاقات متوترة مع موسكو. لكن لا يتوقع اي انفراج في الاجواء لكثرة الخلافات بين الطرفين. في التجارة اولا: ما زال الاوروبيون ينتظرون من روسيا تحركا في الملفات الكبرى التي تعرقل انضمامها الى منظمة التجارة العالمية (الرسوم على استيراد الخشب ، وعلى الشركات الجوية الاوروبية التي تحلق فوق سيبيريا). كما ياخذون ايضا على موسكو رفع الرسوم الجمركية ، خلال الاشهر الاخيرة، على السيارات، والات الحصاد ، والمنتجات الفولاذية ، والزراعية، وشاشات التلفزيون ، وكابلات الاذاعة. ويفترض ان ينعكس ذلك على سعر12 الى15 % من البضائع الاوروبية المتوجهة الى روسيا (105 مليار أورو خلال2008 )، مما يجعل المنتوجات الاوروبية اقل رواجا ، لا سيما ان قيمة الروبل انخفضت كثيرا. وذلك في حين وعدت روسيا شركاءها في مجموعة العشرين, بداية ابريل في لندن, بعدم الانسياق الى الحمائية كما ذكر مسؤول في المفوضية. وفي مجال الطاقة ، وبعد اربعة اشهر من ازمة الغاز بين روسيا واوكرانيا التي ادت بباروزو ان يصف روسيا بانها ""غير جديرة بالثقة"" ، ما زالت المناقشات تبدو ايضا صعبة. ويتوقع ان يعيد الرئيس مدفيديف اطلاق فكرة ، تحدث عنها في العشرين من ابريل ، حول ميثاق عالمي جديد للطاقة يحل محل ميثاق1991 الذي ترفض روسيا المصادقة عليه. لكن الاوروبيين يرفضون ترك الروس يقومون ب""تمويه"" من خلال هذه المباردة وفق دبلوماسي. وقررت المفوضية ، نهاية ابريل ، عدم ابدال الميثاق الحالي ، معتبرة ان مبادئ الشفافية والتعامل بالمثل (لا سيما لدخول السوق) التي يتضمنها ، تسمح بتحسين امن امداداتها من الطاقة اذا وعدت موسكو باحترامها. كذلك ترمي مشكلة الطاقة بثقلها على المفاوضات حول اتفاق جديد للشراكة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا يفترض ان يحل محل الاتفاق المبرم سنة، 1997 عندما كانت روسيا تستعيد انفاسها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي, اقل تركيزا على المطالبة. وبدا المفاوضون صياغة ذلك الاتفاق ، لكن ""من الواضح انه يحتاج لوقت طويل"" لتوضيح العديد من النقاط ، خصوصا ان من شانه ان يتناول مواضيع اخرى حساسة مثل حقوق الانسان او الامن. لا سيما انه بعد تسعة اشهر من النزاع ضد جورجيا ، تجري المفاوضات على خلفية توترات مستمرة بين روسيا وحلف شمال الاطلسي الذي تنتمي اليه معظم الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي. وقد اتهمت روسيا الاوروبيين بالسعي الى توسيع ""نطاق نفوذهم"" عبر ""شراكة شرقية"" بدات في ماي، بين الاتحاد الاوروبي وست دول من الاتحاد السوفياتي السابق ، بما فيها جورجيا.