عمل وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي ، الذين اجتمعوا، نهاية الأسبوع، في أفينيون (فرنسا)، على تعزيز وحدتهم في مواجهة موسكو, وذلك قبل اجتماع اساسي ( من المقرر أن يتم اليوم الاثنين )بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف. فبعد اربعة ايام من قمة اوروبية طارئة حول الازمة في جورجيا, تركز نقاش وزراء الخارجية على عودة القوات الروسية الى مواقعها قبل السابع من اغسطس, تنفيذا لخطة السلام السداسية النقاط التي فاوض الرئيس الفرنسي ، الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ، في شأنها. وانطلاقا من حرصهم على مواصلة الحوار مع موسكو, استبعد القادة الاوروبيون اي عقوبات فورية, مكتفين بتجميد المفاوضات حول تعزيز الشراكة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا ، ما دام الانسحاب العسكري الروسي لم يتم. لكن موسكو ، التي لم تتأثر كثيرا بهذا التدبير, تؤكد ان ابقاء بعض قواتها في جورجيا مطابق للنقطة الخامسة في خطة السلام. ويعكس هذا الموقف التباس النص ، الذي نتج من مفاوضات سريعة مع الرئيسين الروسي والجورجي ، يوم12 اغسطس ، لضمان وقف لاطلاق النار وتفادي التصعيد. وهو يمهد لمفاوضات بالغة الصعوبة بين مدفيديف وساركوزي, خصوصا ان الطرفين ينتظران توضيحات تحدد تفسيرهما للنص. وقد بحث وزراء الخارجية الاوروبيون وضع اطار لبعثة اوروبية ستنتشر خلال الاسابيع المقبلة في جورجيا ، لمراقبة احترام وقف النار. ويرى دبلوماسيون اوروبيون ان فاعلية هذه البعثة تبقى رهنا بمدى تعاون الروس, رغم ان القمة وافقت على مبدأ «»»»وجود اوروبي»»»» في المنطقة. والواقع ان الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي ، خافيير سولانا ، الذي سيرافق ساركوزي, يرغب في ان تنتشر هذه البعثة المدنية، التي تضم «بضع مئات» من العناصر «على مراحل عدة», بدءا بالاراضي الجورجية، التي لا تثير خلافا ، وصولا الى المناطق الامنية المحاذية لجمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين, والتي يسير فيها الروس دوريات حاليا. من هنا, يبدو توفير سبل نجاح البعثة الاوروبية في مهمتها احد ابرز التحديات التي تواجه مفاوضات الاثنين, والتي من المفترض ان يعلن خلالها ساركوزي عقد مؤتمر دولي يبحث الاستقرار في منطقة القوقاز. وقال دبلوماسي ان الوزراء عرضوا ايضا في أفينيون «كل اوجه» العلاقات التي اقامها الاوروبيون مع روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي, اي السياسة والطاقة والتجارة والقضاء والعلوم والثقافة وجوانب اخرى. والهدف من ذلك تحديد المجالات التي يمكن ان تشملها عقوبات محتملة, في حال اصرت روسيا على مواقفها بحلول موعد القمة الاوروبية الروسية ، يوم14 نونبر. وقد سعى الوزراء خصوصا الى عدم الاضرار بالوحدة التي تجلت في القمة الأوربية , في مواجهة روسيا التي تميز غالبا ، منذ العام2004 ، بين «اوروبا القديمة» ، المتساهلة مع الكرملين ، و«اوروبا الجديدة»، التي لم تنس الوصاية السوفياتية. وعلق دبلوماسي ان البيانات حول روسيا «تنطوي على خطورة», لان «الروس قد يستخدمونها لاحداث انقسام» في الصف الاوروبي. وتعزيزا للوحدة, دعا الوزير الفرنسي ، برنار كوشنير، الذي أدار المناقشات, نظراءه ال26 للتوجه الى مدينة أفينيون (جنوب) معا ، من باريس في القطار السريع. لكن وزير الخارجية الايطالي، فرانكو فراتيني ، قرر وحده التوجه الى المدينة الفرنسية بوسائله الخاصة, وفق مصدر دبلوماسي. وكان لقاء أفينيون مناسية بحث خلالها الوزراء ايضا ملفات اخرى. فمناقشاتهم الاولى تناولت العلاقات بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ، وما ستكون الاولويات الاوروبية حين تصل ادارة اميركية جديدة الى البيت الابيض في يناير المقبل.