سبق لبعض القاعات السينمائية ببلادنا أن عرضت الجزء الأول من السلسلة السينمائية «CHE» تحت عنوان « تشي الأرجنتيني»، و يعرض حاليا في البعض منها الجزء الثاني الذي يحمل عنوان « CHE , GUERILLA» و الذي أنجزه نفس المخرج ستيفن سوديربيرغ و قام ببطولته نفس الممثل بينيسيو ديل طورو في دور تشي غيفارا الذي يواصل فيه بكل إصرار و عزيمة ثورته المسلحة ضد الإمبريالية الأمريكية و الأنظمة الموالية لها في بعض بلدان أمريكا اللاتينية و بعض بلدان العالم الثالث. ينطلق الفيلم بعد الاختفاء المفاجئ للقائد تشي غيفارا في كوبا و ظهوره في بوليفيا التي سيحاول في أدغالها تكوين جيش من الثوار المسلحين الكوبيين و البوليفيين استعدادا للقيام بثورة مسلحة ضد النظام البوليفي، و يتوسع الفيلم طويلا بكثرة الكلام و قلة الأحداث في تفاصيل هذه الاستعدادات التي تتخللها بعض المشاكل و المناوشات بين الثوار، و بعض المواجهات النادرة و العابرة بين الثوار و الجيش النظامي البوليفي التي تخلف بعض القتلى و الأسرى. تتواصل هذه الاستعدادات طيلة مدة الفيلم في حذر و سرية و حماس باستقطاب الثوار و جمع الأسلحة و البحث عن التغذية و الأدوية إلى تحصل المواجهة النهائية الحاسمة مع الجيش النظامي التي يتم فيها اعتقال تشي غيفارا قبل إطلاق النار عليه و إعدامه في سنة 1967 ليصل الفيلم إلى نهاية غير نهائية توحي للمشاهد بأن الأسطورة تشي غيفارا مازال حيا و لم يقتل، أي أنهم لم يقتلوا سوى جسده أما روحه الثائرة فتبقى خالدة. الفيلم مفيد بوقائعه التاريخية، هو عبارة عن تتمة للسيرة الذاتية للدكتور الشيوعي تشي غيفارا الذي يؤمن بأن الثورة بمثابة انتصار أو موت. انه فيلم يقف موقفا واضحا إلى جانبه و متعاطف معه. القصة ممططة بكثرة الكلام و بالتوسع طويلا و ببطء ملموس في تفاصيل و جزئيات غير مثيرة أثرت سلبا على إيقاعه مما ينتج عنه شعور بالملل و الرتابة رغم كثرة تحرك الكاميرا، و كان يمكن لهذا الفيلم أن يكون أكثر قوة و تركيزا و إثارة و أقل طول مما هو عليه. تتوالى الأحداث بالتتابع وفق سرد خطي عبر فترات زمنية محددة مشار إليها بدقة و انتظام انطلاقا من سنة 1965 ، سرد يعتمد بشكل كبير على الحوار أكثر من اعتماده على الأحداث، و هي أحداث بسيطة و باهتة ، مطبوعة بالسطحية و بنوع من التساهل غير المقنع في كيفية بنائها و تجاوزها، أحداث تخلو من الحرارة و الحدة و الصراع، لا تحرك العواطف و لا تستفزها نظرا لهشاشة بنائها الدرامي.