اختتمت الدورة الواحدة والستون لمهرجان كان السينمائي الدولي بتوزيع الجوائز على الأفلام الفائزة هذا العام، كما اختارتها لجنة التحكيم التي ترأسها هذه السنة الممثل والمخرج الأمريكي شون بين، وضمت في عضويتها كلا من المخرج الفرنسي رشيد بوشارب (صاحب فيلم «أهالي») والممثل والمخرج الإيطالي سيرجيو كاستيليتو والمخرج المكسيكي ألفونصو كوارون (اشتهر عندما أخرج الجزء الثالث من سلسلة «هاري بوتر») والممثلة الألمانية –الرومانية ألكسندرا ماريا لارا (عرفت طريق الشهرة حين لعبت دورا رئيسيا في الفيلم الألماني «السقوط») والمخرج التايلاندي أبيتشاتبونغ ويراسيتاكول والممثلة الفرنسية جان باليبار والكاتبة والمخرجة الإيرانية مرجان ساترابي (التي اشتهرت بفيلمها «برسيبوليس»)، إضافة إلى الممثلة ناتالي بورتمان التي أصرت بشكل غريب على ضرورة الإشارة إلى جنسيتها المزدوجة، الإسرائيلية- الأمريكية! تبارى على جوائز هذا العام 22 فيلما ضمن «المسابقة الرسمية» و20 فيلما ضمن مسابقة «نظرة ما»، كما قدمت ضمنه 7 «عروض خارج المسابقة» (من بينها آخر أفلام ستيفن سبيلبرغ وودي آلن وإمير كوستاريتسا وباري ليفينستون)، و7 «عروض خاصة» (من بينها فيلم للكوري كار واي وونغ، وآخر للأمريكي آبل فيرارا)؛ هذا دون الحديث عن مسابقة الأفلام القصيرة، سواء في شقها الرسمي (9 أفلام)، أو في قسم «السيني فونداسيون» (17 فيلما)؛ ولا عن المسابقات الموازية للمهرجان والمتمثلة، بوجه خاص، في «أسبوع النقاد» و»نصف شهر المخرجين». ويمكن القول، بصفة عامة، إن اختيارات هذه السنة فضلت، في مجال «المسابقة الرسمية» خاصة، الاعتماد على الأسماء المعروفة (والحاصلة على جوائز المهرجان من قبل) أكثر من العمل على اكتشاف أسماء جديدة؛ هكذا اختارت الإدارة الفنية للمهرجان أفلاما للمخرجين: الأمريكي كلينت إيستوود، والكندي آتوم إيغويان (حصل على الجائزة الكبرى للمهرجان عام 1997 عن فيلمه «أيام غدنا الجميلة»)، والتركي نوري جيلان (حصل على الجائزة الكبرى للمهرجان عام 2002 عن فيلمه «أوزاك/ بعيدا»)، والأمريكي ستيفن سودر بيرغ (فاز بالسعفة الذهبية عام 1989 عن فيلمه «جنس وأكاذيب وفيديو»)، والبرازيلي فرناندو ميريليس (اشتهر بفيلمه «مدينة الرب»-2002)، والبلجيكيان جان بيير ولوك داردين (حصلا على السعفة الذهبية مرتين: عام 1999 عن فيلم «روزيتا»، وعام 2005 عن فيلم «الطفل»)، والألماني فيم فندرس (حصل على عدة جوائز من مهرجان كان على رأسها السعفة الذهبية عام 1984 عن فيلم «باريس تكساس»)... وذلك بخلاف مسابقة «نظرة ما» التي ترك لها أمر اكتشاف ما جد من مواهب.. وكالعادة، يلاحظ هذه السنة غياب السينما العربية، رغم كل ما يثار من ضجيج إعلامي محلي حولها، عن «المسابقة الرسمية»، وضعف حضورها في مسابقة «نظرة ما»، حيث لم يتعد عدد الأفلام المتبارية فيلمين، أحدهما من لبنان («أريد أن أرى» للبنانيين جوانا حاجي توما وخليل جريج) والثاني من فلسطينالمحتلة («ملح هذه الأرض» للفلسطينية آن ماري جاسر). في حفل الاختتام اختارت لجنة التحكيم أن توزع جوائزها على الشكل التالي: السعفة الذهبية للفيلم الفرنسي «بين الجدران» (128د) للمخرج لوران كانتي (تدور حكايته داخل فصل دراسي عن علاقات التعلم والتعليم بين أستاذ وتلامذته الذين أدى أدوارهم تلاميذ فعليون). جائزة المهرجان الكبرى للفيلم الإيطالي «غومورا» (135د) للمخرج ماتيو غاروني (عن علاقة مافيا «الكامورا» بسكان مدينة نابولي). جائزة الإخراج للفيلم التركي «ثلاثة قردة» (109د) للمخرج نوري بيلجي جيلان (عن اضطرار عائلة إلى اللجوء إلى الكذب قصد الحفاظ على تماسكها اعتمادا على خرافة القردة الثلاثة: لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم). جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الإيطالي «إيل ديفو» (110د) للمخرج باولو سورنتينو (عن جيوليو أندريوتي وصراعاته مع المافيا الإيطالية). جائزة أفضل ممثل للممثل الأمريكي بنيسيو ديل تورو عن دور تشي غيفارا في فيلم «إيل تشي» للأمريكي ستيفن سودربيرغ، وهو فيلم يتطرق إلى حياة الثائر الأرجنتيني الشهير في قسمين، تبلغ مدة عرضهما 268 دقيقة، أي قرابة أربع ساعات ونصف الساعة. جائزة أفضل ممثلة للممثلة البرازيلية ساندرا كورفيليوني عن دورها في فيلم «خط الماضي» (108د) للمخرجين والتر ساليس (صاحب فيلم «دفاتر السفر» عن رحلة تشي غيفارا في أمريكا اللاتينية على متن دراجة نارية) ودانييلا توماس (تدور قصة الفيلم في ساوباولو، حيث يحاول أربعة إخوة، من أربعة آباء مختلفين، بناء حياتهم كل بطريقته الخاصة). جائزة أفضل سيناريو للأخوين جان بيير ولوك داردين عن فيلمهما «صمت لورنا» (105د)، ويروي حكاية الفتاة الألبانية لورنا التي تريد بناء حياة جديدة في بلجيكا التي لجأت إليها هربا مما يجري في بلادها لتقع في قبضة المافيا الروسية. كما سلمت لجنة تحكيم ثانية (تحت رئاسة المخرج الفرنسي برونو ديمون) جائزة الكاميرا الذهبية، عن أول عمل، للمخرج البريطاني ستيف ماكوين عن فيلمه «جوع» (96د) الذي يتطرق للإضرابات عن الطعام (والنظافة) التي خاضها معتقلو منظمة إيرا عام 1981 في أحد السجون البريطانية من أجل الاعتراف بهم كمعتقلين سياسيين وليس كمعتقلي حق عام. وسلمت لجنة التحكيم الخاصة بالفيلم القصير (تحت رئاسة المخرج الصيني هسياو هسيان هو) سعفتها الذهبية للفيلم الروماني «ميغاتون» (15د) لمخرجه ماريان كريسان.