توج الفيلم العراقي الطويل "ضربة البداية" لمخرجه العراقي الكردي، شوكت أمين كوركي، بالجائزة الأولى لمسابقة الأفلام الطويلة، في اختتام الدورة الثالثة لمهرجان الخليج السينمائي، مساء الأربعاء الماضي، في مدينة دبي الإماراتية.من لحظات التتويج وتدور أحداث الفيلم حول مباراة في كرة القدم، تجمع بين عرب وأكراد دولة العراق، للتوحيد بينهم بهدف جمع شمل العراقيين من مختلف الأطياف، قبل أن تتحول هذه المباراة الكروية من فرح إلى مأساة، إثر وفاة صاحب فكرة إقامة هذه المباراة جراء انفجار اهتزت عليه المنطقة. ومنحت لجنة التحكيم، التي ترأسها المخرج المغربي، جيلالي فرحاتي، جائزتها الخاصة، للفيلم الإماراتي "دار الحي" لمخرجه علي مصطفى، فيما عادت الجائزة الثانية في المسابقة ذاتها، لفيلم "المحنة" لمخرجه حيدر رشيد، وهو إنتاج عراقي، وبريطاني، وإماراتي، وإيطالي. وتوزعت جوائز مسابقة الفيلم القصير بين الفيلم السعودي "عايش" لعبد الله آل عياف، الذي توج بالجائزة الأولى، وفيلم "القندرجي" للمخرجة السعودية عهد كامل، والفيلم العراقي "ثم ماذا؟" لمخرجه جاسم محمد جاسم، فيما توج فيلم "عودة" للمخرج السعودي بجائزة أحسن سيناريو، ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم العراقي "أم عبد الله" لسحر الصواف. وتوزعت باقي الجوائز بين مسابقة السيناريو، وأفلام طلبة مدارس الفنون، والأفلام الوثائقية، وتمكنت العراق، من انتزاع صدارة ترتيب الدول الأكثر تتويجا في المسابقات الرسمية للمهرجان، دون احتساب مسابقة السيناريو، التي تهم فقط الكتاب الإماراتيين، إذ حازت على 9 جوائز من أصل 13 جائزة، محافظة على تصدرها لائحة التتويج على غرار الدورتين السابقتين. وأوضحت الفنانة الكويتية، حياة الفهد، في حديث إلى "المغربية"، أن السينما الخليجية تعيش فترة انتقالية، ما يجعلها تنفتح أكثر على العالمية، ومن بين المهام التي يقوم عليها مهرجان الخليج السينمائي الدولي، إبراز مكامن هذه السينما ودمجها بسينما أخرى، قادمة من العديد من الدول، من أجل تبادل الأفكار والخبرات والتجارب. مقابل ذلك قال الفنان العراقي، شوان عتوف، بطل فيلم "ضربة البداية" المتوج بالجائزة الأولى لمسابقة الفيلم الطويل، إن السينما في المنطقة تعيش، حاليا، مخاضا يجب الاهتمام به، منوها في حديث إلى "المغربية"، بمجموعة من التجارب السينمائية، التي عرضت في الدورة الثالثة للمهرجان، في الوقت الذي لم تتمكن مجموعة من الأعمال المعروضة من مسايرة سابقاتها، وهذا ما يعكس تفاوت التجارب السينمائية للعديد من الفنانين، فضلا عن النصوص المعالجة في مختلف الأعمال، التي بقيت أحيانا منحصرة على المنطقة دون انفتاحها على مواضيع أخرى. ولم تخف الفنانة الإماراتية، هدى الخطيب، رغبتها في العمل الجماعي، لتطوير أداء السينما في الخليج والمنطقة العربية، مؤكدة ل"المغربية"، ضرورة تظافر الجهود للرقي بالصناعة السينمائية العربية عموما، والخليجية خاصة. وكانت هذه الدورة من المهرجان، التي أقيمت تحت رعاية الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس "هيئة دبي للثقافة والفنون" (دبي للثقافة)، عرفت مشاركة 194 فيلما، من 41 دولة، في عروض مفتوحة مجانا، أمام الجمهور، عبر 94 عرض. وتنافس في المسابقة الرسمية 54 فيلما، منها 7 أعمال ضمن مسابقة الفيلم الروائي الطويل، و9 أعمال وثائقية، و38 عملا قصيرا، في حين شهدت مسابقة أفلام الطلبة مشاركة 33 فيلما، من بينها 12 عملا وثائقيا و21 عملا قصيرا. يشار إلى أن لجنة التحكيم، التي ترأسها المخرج المغربي جيلالي فرحاتي، ضمت في عضويتها كلا من المخرج والناقد السينمائي السعودي محمد الظاهري، والممثل الإماراتي إبراهيم سالم، والمخرجة اليمنية خديجة السلامي، والمدير الفني لمهرجان براتيسلافا السينمائي الدولي ماثيو داراس، بينما تكونت لجنة تحكيم مسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة، من الكاتبة القطرية وداد الكواري، والكاتبة السعودية بدرية عبد الله البشر، والكاتبة الإماراتية أمينة أبو شهاب.