تختتم مساء اليوم الأربعاء، بمدينة دبي الإماراتية، فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الخليج السينمائي الدولي، المنظم منذ الثامن من أبريل الجاري..ملصقات بعض الأفلام المشاركة تحت رعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس "هيئة دبي للثقافة والفنون" (دبي للثقافة)، وذلك بالإعلان عن الفائزين بمختلف جوائز هذه الدورة، ضمن كل من المسابقة الرسمية، التي يرأسها المخرج المغربي، جيلالي فرحاتي، ومسابقة السيناريو، التي تضم مجموعة من الكاتبات العربيات. وتضمنت البرمجة العامة لهذه الدورة، مجموعة من الأفلام، التي تسلط الضوء على توجهات العديد من المخرجين الشباب بالعالم العربي، ناقشت العديد من المواضيع التي تشغل بال الشارع العربي في الوقت الراهن، من بينها مشاكل الهجرة، والحرية في الوطن العربي، والحروب التي تستهدف بعض الدول العربية، والمعاناة الاجتماعية والسياسية لبعض الدول، إلى جانب قضايا أخرى تهم الطفل والمرأة. ومن بين الأعمال التي لاقت استحسان الجمهور الحاضر، فيلم "المحنة" لمخرجه حيدر رشيد، الذي تدور أحداثه حول موضوع "الغربة في لندن"، إذ يتناول قصة ابن كاتب، وأكاديمي، عراقي معروف، يواجه محنة مع ذاته، متسائلا إذا كان عليه أن ينشر كتابه الأول أم لا، مستغلا مأساة والده، الذي تعرض للخطف والاغتيال في بغداد. كما عرض فيلم "حنين" للمخرج حسين الحليبي، الذي تدور أحداثه حول قصة تعايش فئات المجتمع البحريني، خلال ثمانينيات القرن الماضي، من خلال مختلف الأطياف الدينية والعرقية، في حين يتناول الفيلم الكردستاني، "ضربة البداية" للمخرج شوكت أمين كوركي قصة "آسو" الابن الأكبر لإحدى العائلات الكردستانية، وهو شاب مثالي يؤمن بالقيم النبيلة، يقوم بتنظيم مباراة لكرة القدم بين الشباب الأكراد والعرب من العراقيين، الذين يعيشون في المخيم، سعيا للترفيه عنهم وعن أخيه الصغير، لكن فرحتهم بهذه المباراة لم تكتمل، إذ سرعان ما بدأت قذائف قوات الاحتلال تتساقط على المنطقة، مخلفة مجموعة من الأحداث الألمية في مقدمتها مقتل الشاب "آسو". مقابل ذلك، تضمنت مسابقة الأفلام القصيرة للطلبة عروضا لمجموعة من الشباب من طلبة مدارس السينما في مجموعة من الدول العربية، إذ شاركت المخرجتان حفصة المطوع، وشما أبو نواس بفيلمهما "إششش"، وقدم المخرج عمر المعصب، فيلمه "الفناء"، إلى جانب أفلام أخرى خلفت ردود أفعال متباينة في أوساط السينمائيين الحاضرين لمتابعة فعاليات هذه الدورة. وأبرز الناقد السينمائي الفلسطيني، سعيد أبو معلا، في حديث إلى "المغربية" أن الأفلام المقدمة، ضمن مختلف برامج مهرجان الخليج السينمائي الدولي، متفاوتة في مستوياتها الفنية وحمولاتها الفكرية، التي رغم أنها تناقش مواضيع سائدة، لكنها تحاول أن تشق لنفسها طريقا خاصا بها، للتعريف بالمنطقة التي تنتمي إليها، من قبيل أفلام الكرديستاني "ضربة البداية"، والإماراتي "دار الحي"، والعراقي "ابن بابل"، وهي تجارب سينمائية روائية طويلة تدل على المستوى الحالي. وأشار الناقد الفلسطيني، إلى أن برمجة المهرجان، غنية بأعمال الطلبة وكذلك الأفلام القصيرة، وهي تجارب تبرز رغبة المخرجين في التعبير عن أنفسهم وواقعهم، مؤكدا أنه عرضت، طيلة أيام المهرجان، أعمال ناضجة وأخرى ما زالت متعثرة وتنقصها رؤية سينمائية وأفكار، لكنها تحاول أن تقدم ملخصا عن الهم الخليجي، رغم أن هذا النمط من الأفلام يبقى قليلا، مقارنة مع تجارب سينمائية أخرى. يذكر أن المهرجان تميز بمشاركة العديد من الدول العربية ودول العالم، كما أقام مجموعة من الجلسات بين العديد من السينمائيين العرب والنقاد وممثلي مختلف وسائل الإعلام الحاضرة، فضلا عن تنظيم سوق داخلية لإبراز القدرات السينمائية في المنطقة، فضلا عن ورشة بين المنتجين لطرح مختلف الإشكاليات، التي تواجه الصناعة السينمائية في المنطقة.