نال الفيلم المصري "بصرة" جائزة افضل فيلم روائي طويل في ختام مهرجان الفيلم العربي الرابع مساء الثلاثاء في بروكسل، واهدى مخرجه احمد رشوان الجائزة للشعبين الجزائري والمصري معتبرا ان بعض زملائه المصريين "تسرعوا" باصدار مواقف "انفعالية". وهي الدورة الاولى التي يوزع فيها مهرجان الفيلم العربي جوائز. وذهبت جائزة افضل ممثل مناصفة للممثلين المغربيين عمر لطفي وامين ناجي، بطلي فيلم "عقلت على عادل" للمخرج محمد زين الدين، كذلك منحت جائزة افضل ممثلة ايضا للممثلتين الفرنسيتين ليزي بروشري واوليمب بورفال عن دوريهما في فيلم "غناء المتزوجات" للمخرج كارن البو. اما جائزة افضل فيلم روائي قصير فحصل عليها فيلم "حرية موقتة" للمخرج المغربي نوفل براوي. وضمت لجنة تحكيم الافلام الطويلة، التي ترأسها كاتب السيناريو والمخرج المغربي حسن بن جلون، المخرجة عايدة سليبفر السويسرية من اصل عربي، والمخرجة البلجيكية بياتريس لوي ومواطنها السينمائي غيدو هايسمنس والصحافي والمخرج البريطاني بيتر سنودان. وخلال تسلمه جائزة لجنة التحكيم لافضل فيلم روائي طويل، قال المخرج المصري احمد رشوان "اهدي هذه الجائزة للشعبين المصري والجزائري". واوضح رشوان لوكالة فرانس برس ان اهداءه هذا جاء "للتأكيد على اننا والجزائريون شعبان عربيان ليس بيننا خلافات، ولا يصح ان تفرق مباراة كرة قدم بين الشعبين". واعتبر المخرج المصري ان زملاءه الذين اصدروا تصريحات هاجموا فيها الجزائريين "تسرعوا في اتخاذ مواقفهم"، واضاف "اطلقوا احكاما انفعالية لم يفكروا فيها ولم يحسبوا لعواقبها". وقد توترت الاجواء بين القاهرةوالجزائر بسبب مواجهة منتخبي البلدين ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا 2010، التي تحولت الخميس الماضي الى ازمة دبلوماسية باستدعاء السفير المصري في الجزائر "للتشاور". وفيلم "بصرة" هو الفيلم الروائي الطويل الاول الذي يخرجه رشوان، بعد عمله لسنوات في اخراج الافلام القصيرة والوثائقية. ويرصد الفيلم، كما يقدمه مخرجه، حياة مصور يعيش في القاهرة ويصطدم طبعه المتمرد بالمناخ العام حوله، فيسخر من نقص الحرية السياسية في بلده، ويحاول الاجابة على اسئلة مصيرية وشخصية متعلقة بحياته وسط احساسه بعبث ما يجري حوله، لتشكل لحظة سقوط بغداد مفصلا هاما لوجهته. واعتبر رشوان ان فوزه بالجائزة يعطيه القوة والدافع ليصنع مزيدا من الافلام "بدون ان يهمني انها ضد السوق وضد الافلام التجارية، بل يكفي ان تكون افلاما تسعد روحي". وكان مهرجان الفيلم العربي عرض على مدى اسبوع حوالى ثلاثين فيلما، بين الافلام الروائية الطويلة والقصيرة لمخرجين عرب، من مصر وسوريا والمغرب وتونس والعراق ولبنان ومن الاراضي الفلسطينية المحتلة، اضافة الى مخرجين من اصل عربي يعيشون في بلدان اوروبية، واستضاف العديد من ممثلي ومخرجي الافلام المشاركة وعقد لهم نقاشات مع الجمهور.