اختتمت، مساء أول أمس السبت، أشغال الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي نظم تحت رعاية الملك محمد السادس خلال الفترة من 4 إلى 12 دجنبر الجاري. وقد فاز فيلم "شمالا" للمخرج المكسيكي ريكوبيرطو بيريزكانو بالنجمة الذهبية للمهرجان (الجائزة الكبرى) فيما فاز بجائزتي لجنة التحكيم للمهرجان فيلم "البارونات" للمخرج البلجيكي نبيل بن يادير، وفيلم "ابنتي" للمخرجة الماليزية شارلوت ليم لاي كيون، وفاز بجائزة أحسن دور رجالي الممثل سيرون ميلفيل عن دوره في فيلم "حب وغضب" كما فازت بجائزة أحسن دور نسائي الممثلة لوت فيربيك عن دورها في فيلم "لا شيء شخصي". وسلمت الجوائز للفائزين في حفل كبير نظم بقصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء حضره عدد من نجوم وصناع السينما العالمية ، وافتتح الحفل بمعزوفات موسيقية على آلتي الكمان والقيتارة أداها الفنانان سعيد البوعمري وفيصل التدلاوي. ويحكي فيلم "شمالا"، على مدى 93 دقيقة، قصة أوندريس الشاب المكسيكي الذي يسعى إلى عبور الحدود الشمالية لبلاده من أجل الوصول إلى الولاياتالمتحدة للعمل والسعي إلى تحسين أحواله المعيشية وأحوال أسرته. وبعد محاولات عديدة باءت بالفشل، خبر فيها قساوة الصحراء ورجال الأمن ومراكز الاستقبال وكذا الجوع والعطش، يستقر مؤقتا بمدينة تيخوانا في انتظار أن تحين فرصة أخرى للعبور السري إلى "الفردوس المفقود". ولا ينسى أوندريس، الذي أدى دوره هارولد طوريس، أنه متزوج ببلدته أواخاكا (جنوب البلاد) وأب لطفلين وأنه أيضا مدين لأبناء أعمامه، ولكنه يألف العيش مع مشغلته إيلا (أليسيا لاكونيس) وصديقها أسينسيو (لويس كارديناس) وكذا مع كاتا (سونيا كويوه) العاملة لديها. وعندما تحين فرصة ما يساعد أسينسيو أوندريس على التوجه شمالا متخفيا داخل كرسي كبير، ويختتم الفيلم عند الحدود بين المكسيكوالولاياتالمتحدة ليبقى السؤال مطروحا حول عالمين متجاورين لكنهما مختلفان، وحول حالة إنسانية فريدة لكنها تختزل معاناة العديدين وتطلعهم إلى وهم حل مشاكلهم في مكان آخر. يشار إلى أن الفيلم المغربي "الرجل الذي باع العالم" للمخرجين الشابين سهيل وعماد نوري شارك في المسابقة الرسمية للمهرجان إلى جانب 14 فيلما آخر من مصر وإيطاليا وأوروغواي وبلجيكا والدانمارك وماليزيا والمكسيك وفرنسا وبولونيا واليابان وكوريا الجنوبية وإيسلندا وتادجيكستان وإسبانيا. أما "خارج المسابقة" فقد تم عرض تسعة أفلام من مصر وألمانيا وإيطاليا والصين وأستراليا والتايلاند وكوريا الجنوبية والهند. وفي إطار "نبضة قلب"، تم عرض فيلم "شقوق" للمخرج المغربي هشام عيوش إلى جانب أفلام من روسيا وكوريا الجنوبية وفرنسا واليابان وهولندا والدانمارك. وتميزت هذه الدورة بتكريم السينما الكورية من خلال عرض 44 فيلما كوريا يغطي الفترة من 1955 (فيلم "وادي بيا" للمخرج لي كونك- شيون) إلى 2009 (فيلم "عطش، هذا دمي" للمخرج بارك شون- ووك) وكذا بتقديم إطلالة على السينما التايلاندية من خلال تقديم 12 فيلما أخرج ما بين 2000 و2009. واقترحت الدورة العاشرة للمهرجان سلسلة دروس في السينما "ماستر كلاس" ألقاها كل من المخرج والسيناريست والمنتج المكسيكي ألفونسو كوارون ومدير التصوير والمخرج الأسترالي كريستوفر دويل والمخرج والسيناريست الأمريكي جيم جارموش فضلا عن المخرج والسيناريست والممثل الصربي إمير كوستوريتشا. وكرمت هذه الدورة كلا من الممثل المغربي سعيد التغماوي، والممثل البريطاني السير بين كينكسلي، والممثل الأمريكي كريستوفر والكن وكذا أمير كوستوريتشا. وعلى هامش المهرجان، تم تنظيم "أنشطة موازية" تمثلت في الاحتفال ب"يوم البيئة" (6 دجنبر) من خلال عرض ثلاثة أفلام وثائقية طويلة ذات علاقة بالموضوع. وتم أيضا عرض خمسة أفلام كوميدية بتقنية الوصف السمعي للمكفوفين وضعاف البصر من بينها الفيلم المغربي "البحث عن زوج امرأتي" (عام 1993)، الذي أخرجه محمد عبد الرحمان التازي، وكتبت له السيناريو فريدة بليزيد، وشخصه كل من البشير سكيرج ومنى فتو ونعيمة المشرقي وأمينة رشيد وأحمد الطيب العلج. كما تم تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية التقطت من طرف سبعة مكفوفين وأشخاص ضعاف البصر . وبساحة جامع الفنا التاريخية، تم عرض ستة أفلام من بينها الفيلم المغربي "علي زاوا" (2000) الذي أخرجه نبيل عيوش وشخصه سعيد التغماوي ومنعم قباب ومصطفى الحنصالي، كما تم عرض فيلمين في إطار "ليلة أفلام الحركة الكورية الجنوبية". وقد تشكلت لجنة تحكيم الدورة العاشرة للمهرجان، التي ترأسها المخرج الإيراني عباس كياروستامي، من الممثلة والمخرجة والسيناريست الفرنسية فاني أردان، والممثلة والمخرجة والسيناريست الهندية نانديطا داس ، والممثلة الإيطالية إيزابيلا فيراري ، والمخرج والسيناريست والمؤلف الموسيقي البريطاني مايك فيكيس ، والمخرج والسيناريست والمسرحي الفرنسي كريستوف هونور، والممثلة الإسبانية ماريسا باريديس ، والمخرج والسيناريست والمنتج الفلسطيني إيليا سليمان ، والمخرج والسيناريست والمنتج الأرجنتيني بابلو طرابيرو ، والمخرج والراقص والمصمم المغربي لحسن زينون.