أشادت الصحافة الأجنبية بالمكانة, التي بات يحتلها المهرجان الدولي للفيلم بمراكش, مشيرة إلى أن إدارة المهرجان, تجتهد دورة تلو الأخرى لاكتساب جمهور عريض يحج إلى المدينة الحمراء من كل أنحاء العالم.المتوجون في مهرجان مراكش أبرزت يومية (لوسوار) البلجيكية, أن الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش, رسخت الصورة الجيدة لهذا الحدث الفني, الذي أصبح موعدا دوليا للاحتفاء بالفن السابع. وأوضحت الصحيفة أن المهرجان الذي اختتمت فعالياته, أخيرا, جمع نخبة من نجوم السينما المغربية والدولية, وتميز هذه السنة بوجود لجنة تحكيم يرأسها السينمائي الإيراني عباس كياروستامي, إلى جانب النجمة فاني أردان وإليا سليمان ومايك فيجيس. وكتب المبعوث الخاص للصحيفة بمدينة مراكش, فيليب مانش, أن المهرجان الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس, عرف تكريم نجوم كبار ككريستوفر والكن وبن كينغسلي وسعيد التغماوي, إضافة إلى تنظيم دورات تكوينية, أطرها سينمائيون كجيم جارموش وكوستاريكا. وأضافت الصحيفة أنه جرى, أيضا, عرض الأفلام المبرمجة في المسابقة الرسمية بقاعات السينما بالمدينة وبساحة جامع الفنا, من خلال شاشة كبيرة, الشيء الذي أضفى أجواء متميزة على هذا الحدث الفني. وأبرزت صحيفة "لوسوار" البلجيكية, أن المهرجان خص السينما الكورية الجنوبية بتكريم, كما جرى إلقاء نظرة على السينما التايلاندية ليؤكد انفتاحه على مختلف ثقافات العالم. وأشاد المبعوث الخاص للصحيفة بجودة الأفلام المعروضة, في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان, خاصة الفيلم البلجيكي - المغربي "البارونات", للمخرج نبيل بن يادير, الفائز بجائزة لجنة التحكيم. كما تطرق لفيلم "نورتلس", للمخرج المكسيكي ريكو بيرتو بيرزكانو, الذي فاز بالنجمة الذهبية للمهرجان في نسخته التاسعة. من جانبها, أشادت الصحافة المكسيكية, بالتكريم الذي حظي به الفيلم المكسيكي "نورتيدو" (نورتليس بالإنجليزية) "شمالا", لدى فوزه بالنجمة الذهبية للدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. ونقلت يومية "ريفورما" عن منتج الفيلم إدغار سان خوان قوله, إن فوز هذا العمل الروائي لمخرجه ريغوبيرطو بيريزكانو, يعود إلى روح الدعابة والبساطة, التي سادته. وأضاف منتج الفيلم أن المخرج ريكوبيرطو قال له إن الأهم في كل ذلك هو أن الفيلم حظي بإعجاب جمهور ينتمي إلى قارة أخرى وبدا قريبا من اهتماماته. وأن "بين المغرب والمكسيك تقاربات عديدة, ورد فعل الجمهور المغربي كان رائعا". ويروي الفيلم قصة أندريس, الذي يحاول تحقيق حياة أفضل بالولاياتالمتحدة, ولكنه عوض أن يعبر الحدود, قرر الاستقرار بمدينة تيخوانا الحدودية. واعتبر إدغار سان خوان أن فيلم "شمالا" ليس من الأفلام التي تدعي الإحاطة بأشياء كثيرة, وأنه يروي وقائع مختلفة دون السعي إلى فرض حقيقة معينة, مضيفا أن بساطته استأثرت بإعجاب الجمهور. وكان هذا الفيلم حاز على جوائز في مهرجان سالونيك (اليونان) وسان سيباستيان (إسبانيا) وبأبو ظبي. وحسب المخرج فإن "نورتيادو" هو التعبير الذي يجري استعماله في المكسيك, لوصف الأشخاص الذين تجذبهم فكرة الهجرة إلى الشمال (الولاياتالمتحدة), رمز المغامرة والحياة المثالية. وأبرزت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية انبهار مهنيي السينما بالدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. وفي مقال بعنوان "مراكش تكرم سينمائيا مكسيكيا", أوضحت الصحيفة أن "مراكش جمعت الأسبوع الماضي مخرجين وممثلين ومنتجين من كافة الجنسيات ليشاهدوا حوالي 200 فيلم, بوجود لجنة تحكيم يرأسها السينمائي الإيراني عباس كياروستامي". كما سلطت الضوء على نوعية هذه اللجنة, التي تتشكل من الممثلة الفرنسية فاني أردان, والمخرج الفلسطيني إيليا سليمان, والمخرج الفرنسي كريستوف هونوري, والممثلة الإسبانية ماريسا باريديس, والمخرج البريطاني مايك فيكيس, والمخرجة الهندية نانديتا داس, والمخرج الأرجنتيني بابلو طرابيرو, والمخرج ومصمم الرقصات المغربي لحسن زينون, والممثلة الإيطالية إيزابيلا فيراري. وقال المدير الفني للمهرجان برونو بارد, إن "الأجواء كانت متميزة, خاصة خلال عرض الأفلام في الهواء الطلق بساحة جامع الفنا, بحضور20 ألف شخصا". وأبرز مدى "لإدراك الفلسفي والسياسي بأهمية جعل مراكش موعدا مهما, ضمن قائمة المهرجانات". يذكر بأن الفيلم المكسيكي "شمالا" للمخرج ريكوبيرطو بيريزكانو, فاز بالنجمة الذهبية (الجائزة الكبرى) للدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش, في حين فاز الفيلم البلجيكي "البارونات" للمخرج نبيل بن يادير, والفيلم الماليزي "ابنتي" للمخرجة شارلوت ليم لاي كيون, بجائزة لجنة التحكيم. وفاز الممثل سيرون ميلفيل بجائزة أحسن دور رجالي عن دوره في فيلم "حب وغضب" للمخرج مورتن جييز, أما لوت فيربيك ففازت بجائزة أحسن دور نسائي عن دورها في فيلم "لا شيء شخصي", للمخرجة أورزولا أونطونياك.