تعهدت «حركة طالبان باكستان» بالانتقام مما يقوم به الجيش الباكستاني في منطقة وادي سوات، في حين دعا رئيس البلاد، آصف علي زرداري، المجتمع الدولي إلى مساعدة أكثر من مليون شخص نزحوا من المنطقة بسبب القتال. وهدد الناطق باسم «حركة طالبان» في وادي سوات، مسلم خان، في تصريحات نشرت بإ سلام آباد ، بالانتقام للعمليات التي ينفذها الجيش، وشدد على أن الحركة لم تخسر سوى 12 مقاتلا خلافا لما أعلنته الحكومة من قتلها أكثر من 750 منهم. كما شدد الناطق على أن مقاتلي الحركة لا يزالون يسيطرون على مدينة منغورا ، عاصمة وادي سوات. في غضون ذلك، أعلن الجيش سيطرته على أحد معاقل «طالبان» في وادي سوات، عبر هبوط عسكري نفذته طائرات مروحية بمنطقة بوشير. وقالت مصادر عسكرية إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل أربعة مسلحين، في حين لم يصدر عن طالبان تصريح بشأن ذلك. وحسب مصدر عسكري , فإن أكثر من مروحية عسكرية تمكنت من الهبوط في منطقة بوشير، التي تعتبر المعقل الرئيسي لزعيم طالبان في سوات، مولانا فضل الله. وأوضحت المصادر العسكرية أن قوات الأمن تحكم سيطرتها الآن على معقل فضل الله. كما تحدث ضابط عن إحراز القوات الحكومية تقدّما في هجماتها على مواقع طالبان للأسبوع الثاني على التوالي. ووسط تواصل القتال، دعا الرئيس الباكستاني، عقب محادثاته في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، المجتمع الدولي إلى مساعدة باكستان والمدنيين النازحين جراء الحرب في وادي سوات والذين قدرت مصادر رسمية عددهم بأكثر من 1.3 مليون شخص. وناشد زرداري الذي يوجد في بريطانيا , العالم تقديم المساعدة للمتضررين من هذه الحرب، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي هو لفت الأنظار إلى الكارثة الإنسانية التي تحدث بسبب المجهود الحربي. وقد فتحت وكالة اللاجئين الأممية مخزونات الإمدادات لمساعدة النازحين، وتنقل جوا ملايين الأطنان من الإمدادات الأخرى. وحذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، من أنه ليس لديه من القمح والحبوب والسلع الأساسية إلا ما يكفي لإطعام 1.5 مليون شخص على مدى ثلاثة أشهر، وهي كمية قد لا تكفي للتعامل مع الأزمة. كما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن النازحين يواجهون مخاطر كبيرة من جراء تفشي الأمراض وسوء التغذية. وفي هذه الأثناء تدفق مزيد من المدنيين، الهاربين من المعارك في وادي سوات، بالإقليم الحدودي الشمالي الغربي، على مخيّمات اللجوء.