أصدرت منشورات مؤسسة علال الفاسي كتابا معنونا ب «دفاعا عن وحدة البلاد» للأستاذ والزعيم علال الفاسي في طبعته الثانية للسنة 2009، وقام بمراجعته وتصحيحه الاستاذ المختار باقة. والكتاب عبارة عن باقة زاهية من المقالات والخطب التي ألقاها علال الفاسي ابتداء من 6 مارس 1957 الى غاية 21 أبريل 1959، وهي مواضيع ساهمت في تسليط الضوء على هذه المرحلة بكل تجلياتها. وعلى كيفية العمل على تحرير الوطن والمطالبة باستقلاله، واسترجاع كل الاراضي مع إعادة بناء صرح الدولة المغربية كما كانت في أزهى عصورها. وفي مقدمة الكتاب يقول الزعيم علال الفاسي «كانت حركتنا انبثاقا من وعينا وتراثنا، واستمدادا من الحركات الاسلامية التي سبقتنا، وكان مصيرنا أيضا مصير إخواننا، حصولا على الاستقلال السياسي، ولكن مع كل المحاولات الاستعمارية للمحافظة على ما اقتطع من أرض. حتى لاتعود وحدة الخلافة المغربية لما كانت عليه، وحتى لاتجد وجهتها الصحراوية سبلها لتثبيت دعائم العربية والاسلام في افريقيا، شأنها شأن أختها العثمانية. وبعد محاولات وتطورات قر الرأي أن تفصل عن المغرب صحراءه، ولتصبح موريطانيا مستقلة عنه، ولها مشكلتها في الجنوب، وتصبح جارتها السينغال المسلمة جمهورية يرأسها غير مسلم، كما جرى بين وطني وادي النيل: مصر والسودان، ولهذا الاخير مشكلته مع مواطنيه في الجنوب، وبجواره دولة تشاد العربية المسلمة يرأسها غير مسلم، ذلك هو التخطيط الذي رمى به المستعمرون لإبعاد إفريقيا عن أراضي العروبة والإسلام ولوضع العالم العربي بين كماشتين تشد عليهما أيدي الظالمين». وفي موضوع العلاقة بين اسبانيا والمغرب في المقالة عدد 96 لسنة 1959 يبين: «إن الذي بيننا وبين اسبانيا من المشاكل كثير، ومعقد. إن التفاوض مع الدبلوماسيين الاسبانيين أشد بكثير من التفاوض مع غيرهم، حتى كان هتلر فيما يروى أنه يفضل خلع اسنانه كلها، عن الدخول في مفاوضات مع الدول الصديقة، ومع ذلك فإننا نود من صميم الفؤاد أن يصدق ما قيل في هذه الأيام، من عزم اسبانيا على تصفية مشاكلها مع المغرب، تصفية كاملة، (وإن كنا لانوافق أبدا على تكوين لجنة دائمة، لا مع اسبانيا ولا مع غيرها). وفي ذكرى الشهداء يقول في حق الشهيد الوفي محمد الزرقطوني «اليوم تحل الذكرى العظيمة لوفاة رجل أخلص للشعب فقدره الشعب، وآمن بالحرية فمات في سبيلها، وقدس رمز الوحدة وملك البلاد فكان رمز التضحية والفداء، وما ذكراه إلا ذكرى جميع الشهداء الذين سقطوا في معركة الاستقلال، وميدان الجهاد المقدس. كان محمد الزرقطوني واحدا من بين آلاف الشباب الاستقلالي، الذين تربوا في أحضان الحزب، وآمنوا بمبادئه، وقدسوا تعاليمه، وجاء دور الامتحان، فكان في طليعة الذين استجابوا للحق، وتقدموا الصفوف، وشقوا الطريق للعمل الايجابي، في سبيل إثبات الشخصية الوطنية والاستماتة في سبيلها. وسرعان مابزغ نجم الزرقطوني بين إخوانه وأصدقائه وسرعان ما أصبح محط أنظار الجميع، ينسبق أعمال المقاومة ويوجه رجالها، ويراسلنا في الخارج ليطلب ماينبغي أن يعمل، وليقترح ما ينبغي أن يكون، وقد وصل إيمان كثير من اخوانه به، إلى حد أنهم دهشوا يوم مات، حتى ظن البعض أن الحركة ستنتهي بموته، ولكن اخوانهم الآخرين طمأنوهم على أن الشعلة التي انبثقت من يد الزرقطوني وأمثاله لاتقبل الفناء ولايصيبها العفاء». يحتوي الكتاب على 358 صفحة وطبع بمطبعة النجاح الجديدة في طبعته الثانية لسنة 2009 بالدار البيضاء، وهو من الحجم المتوسط.