قال العشيق _مبروك السنة الجديدة وقالت العشيقة _وأنت سنة سعيدة وكل عام وأنت عشيقي وتساءل الشاب مع نفسه بدهشة ترى كم من أمتار المياه المكعبة آستهلكت هذه السنة ؟وكم من كيلو غرامات اللحم آستهلكت ؟وكم من الألبسة غيرت ومن الأحذية مزقت ؟وكم من سيجارة أحرقت؟ بكم من الأجساد آستمتعت وعبث؟ وتنحنحت الفتاة وقالت _فيما سرحت ...؟ قال _ في حبك الجميل وعيونك الزرقاء وصوتك المخملي العذب قالت _أه....عليك يا كاذب وآمتعض الشاب وقال محتجا _وهل تشكين في حبي المزيف؟ قالت بمكر ودهاء _آعطني الذليل ... وأمأ برأسه وأشار إلى ناحية قلبه وقال _وهل القلوب الولهانة تكذب ...؟ أجابت _وهل أنا طبيبة قلوب ...؟ ثم سرحت هي الأخرى بخيالها تطرح الإستفهامات الكثيرة ،ترى كم من الرجال في الشباك أوقعت ؟وبكم من اللمسات المسروقة آستمتعت ؟وبكم من الكلام العذب والغزل الأحمر سمعت ؟وكم من الكؤوس شربت ؟ومن السجائر دخنت ؟وكم من الليالي رقصت ؟ وأوقف شرودها المفاجأ قائلا _فيما تسرح معشوقتي ...؟ قالت _في هيام حبك العنيف وقربك الجميل ... وخاف لو رد كلامها بآستفهام كآستفهامها أن يضع فرصة العبث بجسدها في ليلة رأس السنة ،خاصة وأنه شعر بأن هذه الليلة ستنتهي بشيء جديد غير تلك النهايات الرتيبة التى آعتاد أن يختم به لياله الماجنة وقال في نفسه بسخرية (عقلك في فرجك عزيزتي التعيسة...) ثم أضاف _يقولون أن في شرب النبيذ قبل إطفاء الشموع لذة ما بعدها لذة ..؟ قالت محتجة _ولكني إنسانة محافظة لا أشرب...؟ قال متعجبا _ولكني وجدتك في الحانة تشربين...؟ قالت _أبدا ،محض آفتراء وبهتان أجاب بذهول _وخمارة المدينة القديمة ....؟ قالت _أه ...نسيت لقد أخطأت الطريق تعجب من كذبها المفضوح _أخطأت الطريق ...؟ قالت _أجل أخطأت الطريق،أقصد طريق المسجد بدل الخمارة ثم أضافت _وهل أنا في جلسة تحقيق...؟ قال متأسفا _لا ولكن ما رأيك في الشرب على سبيل التجربة ألا يقولون أن الحياة تجارب وعبر ؟ قالت _طيب ناولني كأسا... أفرغته دفعة واحدة في جوفها لكنه تعجب قبل أن تطالبه بالمزيد _كأس أخر ،قنينة أخرى إزداد ذهولا وقال _ولكن طريقة شربك تدل أنك محترفة ... آحتجت قائلة _كلا ...إنك واهم قال العشيق _ما رأيك في قرع الكؤوس ...؟ أجابت _لما لا...؟ ثم نطقا معا " سنة جديدة كلها فجور ورذيلة " قالت غاضبة _رذيلة ...أنت إنسان فاسق ،خدعتني قال محتجا _تقتلين الميت وتذهبين في جنازته... أجابت _نحتكم للقضاء العادل ... قال بثقة _نعم ...نحتكم للقضاء العادل وفي الحال وقفت الشابة أمام القاضي تبكي بكاءا مرا وقالت بألم _سيدي القاضي ،هذا الشاب خدعني وهتك عرضي وآغتصب شرفي ... صرخ الشاب قائلا _كاذبة ...كاذبة أنا بريئ ضرب القاضي بمطرقته ونادى الشرطة قائلا _أمسكوا المجرم الزاني ... ثم قال بهدوء _أكملي أيتها الضحية البريئة لكن الفتاة غمزته بعينيها وتحركت بدلال قبل أن تقترب إليه فقال بنشوة _وهل عندك أيتها الفاتنة ذليل ؟ وقالت مبتهجة _على فخدي أثار الجريمة... قال القاضي بلهفة _أرني فخدك الجميل ...عفوا أثار الجريمة وتحسس بيديه جلدها الأبيض الناعم وصاح _مجرم تستحق عقوبة قاسية... وهمس القاضي في أذن المستشار الأول الذي همس في أذن المستشار الثاني ثم قال القاضي بصوت مرتفع . _بعد أن شاهدنا بأم أعيننا أثار الجريمة قررنا نحن قاضي المدينة مايلي: تزويج الباغي بالباغية زواجا سريريا ،وتعويضها بمبلغ ليلة واحدة ،وتحميله مسؤولية تفشي أفة الرذيلة... صرخ الشاب _أنا بريئ ...بريئ أيقظه صاحب الخمارة من سكرته قائلا _سيدي سنغلق الخمارة...