وحده، يلملم طرف القصيد، يتعشق الألفاظ.. يمتشق صهوة الأنواء مسافرا، عبر الدروب.. وحده، يروي اللباب من دوحة الأيام.. وحوله الخمائل مترعات، حالم،يأبى الركون... ما بين مرآه ومسمعه مسافات للتيه، بحار بلا شطآن... عاشق، يجمع سرب الكلمات، ينثرها مضمخة بالعنفوان.. مهاجر يشتهي التجوال، يستريح على مخادع الوهم، يسامر خيالات الماضي والحاضر، يستشرف الآت، دوما يعيش عسر المخاض. أيها المسافر في ثنايا الكلمات.. اليوم عرسك، فرتل سمفونية العشق.. أيها المنتمي للظلال الوارفة، للحروف الرهيفة ، للمعاني القدسية، اليوم عيدك.. فاصدح كما الكروان.. أيها الوجه المضيء المنساب سحرا، عطر جو المكان.. وأسمِعْ كلماتك الكون.. لك أن تسامر الأرواح حين انحسار الليل، وحين الغسق.. لك أن ترصع الأنواء،ها نورها قد انطلق.. لك أن تجوب سلالم النغمات،جللها الألق.. لك ما تشاء.. قل ما تشاء.. وطإ الثريا مترجلا بلا طقوس... أيها الكائن المخملي المسكون بالقصيد، في مأذبة الشعر، جد بالنشيد، وانثر ما تبقى من عبير الحروف، حتى النفس الأخير.. لا فض فوك فغرد على دوح القصيد...