أهديه إلى رجل إسمه أنا يطلع أمامي في المرآة كل صباح ليشتمني وينعتني بالخائن. "واستيقن أنه لا حرف ولا كلمة، ولا سمة ولا علامة، ولا اسم ولا رسم ولا ألف ولا ياء، إلا وفي مضمونه آية تدل على سر مطوي، وعلانية منشورة، وقدرة بادية، وحكمة محبورة، والهية لائقة، وعبودية شائقة وخافية مشوقة، وبادية معوقة" "الإشارات الإلهية" أبو حيان التوحيدي. ندف تسقط من سقف الاستكانة ثم تندس بين اتلام الألفاظ المكتوفة.. وما كنت أبدا تحت جسرالاثبات، حتى تخسف المجرة في قيعان المحابر الانوسة.. في جهمة تنشر لحافها على مفاوز الثرمان ويزدحم بين بواني الصدر صبار الشجن. كيف الآرق المجرس مثلي بتكينن الفصل العدني ينقش على حيطان متلفعة في خمر الخيضور ونوافذ مكتحلة باثميد الجنزار، تنجاب بإهابها بثور التباريح.. وتلك الرؤى القرمزية تستعر في ثنايا الفكر معاندة لدراية التفافيد.. وما في رؤوس أحبتي غير هبريات وبعض حتات كلام.. وأسبلتهم ما تزال تنأى فيها النهاية لنهاية بلا نهاية... أصغي الى أناشيد الحيارى تمضغ الحجير ومن فوقها دخان وغبار وأشلاء تشبهني على طول الشارع العربي ودم شرقي يرش وجهي كل صباح ويهتف بي أفق خفيف الظل هذا السحر نادى دع النوم و... وحدي هنا، ووحدكم هناك وذات الوجه اللبلابي تسقيني عصارة الخشخاش كيما تندلق الشواعر على صدر اللوح علامة.. أنهك جسدها على سرير المجازات... ما استرحت أنا.. وما هي استراحت.. والسفينة ما أفضت بنا الى أرخبيل الريعان. وحدي هنا أعانق الأنواء واللغة المستربلة بالتعنت، فمتى أنعم ببهاء المواءمة وتفضح أنفاس صدري تميمة العشق الأزلي... أرنو مشدوها الى دمارالنشيد وانكسارالأقلام واجتتاث اللون، وأطارد نقع من رحلوا قبلي الى سعير الأسئلة المنعقدة وزمن البلاغة المشتهاة.. الآباء.. الكبرياء.. أولئك الذين ابتلعوا بيش القصائد.. الذين قطفوا الجلنار من مكامن النارالسحيقة. هنا أيها الأحبة على حد الانفضاح حيث يتعرى المريدون مثلي في انتظارالذي ولايأتي، منتصبا كنت وما أزال، على أن أرحل كي أبكي حروفا نازفة في مغانم الشطار.. منذ أمد بعيد، في بيداء مسقوفة بالهجيرنزل علي المتنبي ملاكا مرهقا.. تلا قصيدته في أذني، وتحت ترابي الجسداني دس بذرة البنوة وسقاني من شراب الحصرم المعتق... أسرجت حصاني.. حذوت حذوه وأوقعت حافري على حافره ومضيت إثره جذلان في الخلاءات المجذابة.. كنت مجدوف اليد.. متجملا في تجوابي المستديم.. يلملم التوجس أشرعتي.. ويلوك الآجدان العمر.. أفتش عن سيدة بقامة قصيدة متفردة.. تبلل ضفائرها في أنهرالندى وتنام على رصيف الشفة التي تقطر بالجمرالعذب. كان وجهي جؤجؤا يطفو فوق البحرالميت وفي عطفة الكناس قرب "قبرالوردة" وبساتين "الله المنداحة" ناولت شيخ الشعراء ورقتي الأولى. قرأها ثم مزقها ونثرها على وجه جذاذات. وقال: يا ولدا... يمتشق الكتابة أما تخشى أن تتلع فيك القصيدة ؟؟ فيجرفك الثجيج المتلاف إلى الحافة النائية. ياشيخ الشعراء ها أنا ذا بعدك، ماأزال أحبوفي الكتابة، كالطفل تارة تمنحني نجمات السهد وكثيرا ما تلفعني بدثارالكآبة...