يتغنى بلحن الماء ... ثم يتغنى بالسماء بأنجمها وقمريها وملائكتها وسحبها وأول تعبيرين قاتمين قد يخلقا ويُسمى أدم وتُسمى حواء لاشك لإرضاءِ شئ ما ... يتدرج من مدركه العقلي لمدركه الخيالي ويتغنى ... بالحلم إذ يطول وبالصور الوردية في كأس الليل وكل ماشهق بهِ الطيرُ وما نثر من لونٍ على جناح الفراشةِ إن ظلت النافذة محجوبةَ الضوء أو ظل البابُ بلا أكف طارق ، هنا كل شئ يستعلمُ عن مجهوله يتغنى بمرار يومه : من الطريق إلى الطريق ومن اللقمة البائِتةِ لأخرى ومن ديَنٍ لدين .. ومن نظرات عائلته إلى نظرات نفسه إليه وهو حين يسمي الشئَ بأخر لاشك لإرضاء شَئٍ ما لربما للمقهى لاينظر فيها إليه أحد .. للأشياء التي لم تعد صالحة ليرتديها ولدفتر ذكرياته بات عتيقا... إذ إستغرق في مجهوله غنى له وحده ،، وأن كرر وأستغرق في مجهوله تقدسَ رماده ... ولم يعد في مدركه العقلي والخيالي شيئاً يعنيهِ لإرضاء شَئٍ ما ...