لم تعد أناملكِ تلامس الأشياء والمطبخ عاد لما كان عليه وأزهار الحديقة ذَبلت أورادها من بعدكِ، يناغم تلك الشجيرات.....!؟ وقمرُ الشرفة اللّيلي... صدّ وجهه.. عن ذلك المكان الذي.. كان يجمعنا أعقاب سكائركِ....كلّ ماتبقى من تلك الذكريات لم تعد جارتنا تسمع رنين الكؤوس ولا همس الكلمات والنبيذ الأحمرُ... لم يعد سيّد اللّيالي فقد اختفت آثاره هو الآخرُ وعاد كبقية المشروبات كلّ شئ يؤشّرُ على الجفاء : أوقات الزيارة التي انقطعت وحبل الغسيل الذي لم يعُد يعانق أثوابُكِ الوردية * * * مازال بُن القهوةِ عالقاً بالفناجين وخيوط التطريز الصوفية لم تغادر مكانها والإبرةُ مغروزةً بقيت، كما تركتِها عند بعض اللفائفِ ثمّةَ وريقةٍ تؤشّرُ على إسمُكِ .. دون ذكرِ أيّ شئ !! حتّى بريدكِ الألكتروني ..قد فقدَ طريق الوصول !! أنتِ لم تعرفي بوصلة الروح.. ولا الهوى الشرقي ولا معنى أن يكون الفراقُ فراق ! * * * في الشمال الأمريكي .. كلّ شئ في بلادكم باردٌ كالثلج الذي يغطّي السهوب فكيف تعرفون رفيف القلوب !؟ إنكساراتٌ الأيام لم تكن فيكِ وحدكِ فالوطنٌ مزّقته الحروب وحكمته الطوائف ومعاني الوجدِ قد أمحتها الخطوب * * * ليس في(ناموسكم) خلود المحبّة بل علاقات الرغبة وارتعاشات الجسد كنتُ راغباً أن أرى فيكِ ... غياب تلك السنين واللّحظة التي تؤجّج المشاعر ومديات تفجّر الإبداع ووشمٌ في الذاكرة ... كذاكَ الذي ترسمين على صدركِ تُرى... أكان بكاءُكِ خادعاً في أوّلِ تجاذبات الخصام !!؟؟ ليس للقبلةِ معنى إذا فقدت حرارة الإشتياق أيّامنا ... عاديّة مضت وبين الحين والآخر... على البال تخطرين ولكن ...كأوراق الخريف ... تزداد اصفراً ... كلّما غادرها النسيم .