يبدو أن مصطلح العنجهية قد نحته السابقون من عبارة – عن الجاه – والجاه لمن لا يعرف هو المرتبة الاجتماعية العالية.ولست هنا بصدد دراسة الكلمة من ناحية لغوية وإنما عرضها من ناحية اجتماعية.حيث أن العنجهية ظاهرة سلبية من الصعب معالجتها حيث أن مقترفي هذا السلوك هم عادة من الشخصيات المعروفة بقوتها ومركزها وتكمن هذه الظاهرة بالتعامل مع الناس العاديين باستعلاء ومن فوق ، كأن العنجهي يعرف وغيره يجهل وكأنه يقدر وغيره يعجز وكأنه يملك وغيره يفتقر ، فيتجاهل قدرات الناس ومؤهلاتهم ويتذكر فقط قدراته ومؤهلاته ، فنراه يرفع صوته في وجه الآخر العادي ويحبط من عزيمته بقوله آنت لا تقدر وآنت لا تعرف العنجهية سلوك سلبي ومرض مستعص مواز لأساليب الزعامات التقليدية التي كانت تعتمد على النبوت والإطعام ،- العصا والجزرة – في لغة التربية الحديثة.وهي من مخلفات الرجعية والإقطاعية .وفي زماننا ومكاننا هذين من الصعب أن تجد انسانا عاقلاً يحتاج إلى قوت أو أنه يخاف من النبوت ،وتظهر العنجهية مستهجنة وغريبة. الأسلوب التقدمي للتعامل مع الناس العاديين هو التعرف على قدراتهم ومواهبهم والاستعانة بهم مع منحهم الاحترام اللائق وعدم المس بكرامتهم ، أو تركهم وشأنهم ،لأنهم وحدهم هم القادرون على زعزعة مكانة الزعيم أو تثبيتها ، والحقيقة تثبت أن لا زعيم بدون ناس ولا تاجر بدون زبائن ،ويجب دائما احترام عقول الآخرين ومشاعرهم .