توعدت دولة جنوب إفريقيا مواطنيها مزدوجي الجنسية، الذين ثبت التحاقهم بالجيش الإسرائيلي ويقاتلون إلى جانبه في غزة، بالاعتقال والملاحقة القضائية عند عودتهم إلى البلاد. وجاء ذلك في كلمة لوزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا ناليدي باندور، خلال مؤتمر تضامني مع الشعب الفلسطيني أقامه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، أمس الأربعاء. ومن شأن خطوة باندور أن تشكل دفعة قوية لتعميق هوة الخلاف بين جنوب إفريقيا وإسرائيل، عقب القضية التي رفعتها في محكمة العدل الدولية بتهمة القيام بإبادة جماعية في قطاع غزة. وقالت المسؤولة الحكومية: "أصدرتُ إعلانا يحذر مواطني جنوب أفريقيا الذين يقاتلون إلى جانب الجيش الإسرائيلي، نحن على استعداد لاعتقالكم عند عودتكم إلى بلدكم". وكانت وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا قد هددت بتجريد مواطني هذا البلد من جنسيتهم إذا شاركوا في حرب لا تدعمها بلادهم. وحرضت الوزيرة مواطني بلدها على الاحتجاج خارج سفارات من أسمتهم "الداعمين الخمسة الأساسيين" لإسرائيل وعملها العسكري في غزة، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا وغيرها. وفي دجنبر الماضي عبرت جنوب إفريقيا عن قلقها لانضمام عدد من مواطنيها أو المقيمين الدائمين فيها إلى الجيش الإسرائيلي للقتال في غزة، وحذرت من أنهم قد يواجهون الملاحقة القضائية إذا لم يحصلوا على إذن للقيام بذلك في ظل قوانين الحد من الأسلحة في البلاد. ودخلت الحرب في غزة يومها ال160، الخميس، على وقع استمرار القصف الإسرائيلي، فيما يعيش السكان أزمة إنسانية غير مسبوقة تصل حد المجاعة. وكانت جنوب إفريقيا قد رفعت دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة. وأعلنت المحكمة الدولية رفضها مطالب إسرائيل بإسقاط الدعوى، وحكمت مؤقتا بإلزامها بتدابير لوقف الإبادة وإدخال المساعدات الإنسانية.