حذرت حكومة جنوب أفريقيا من أن مواطنيها الذين يقاتلون في صفوف الجيش الإسرائيلي في غزة، قد يواجهون الملاحقة القضائية في الداخل، عند عودتهم إلى جنوب إفريقيا. وقالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، ناليدي باندور في مؤتمر لدعم الفلسطينيين: "لقد أصدرت بالفعل بيانا ننبه فيه أولئك الذين هم من جنوب إفريقيا والذين يقاتلون جنبا إلى جنب مع قوات الجيش الإسرائيلي أو في صفوفه، نحن مستعدون.. عندما تعودون إلى الوطن، سوف نقوم باعتقالكم"، وهو أمر دفع إلى تصفيق حاد من قبل الحشد الذي كان يستمع لكلمتها.
وسبق أن أعربت حكومة جنوب إفريقيا عن إنها "تشعر بقلق بالغ" إزاء التقارير التي تفيد بأن بعض الجنود الإسرائيليين، وهم أيضاً مواطنون من جنوب إفريقيا، انضموا إلى الجيش الإسرائيلي للقتال في غزة، أو يفكرون في القيام بذلك، وأن مثل هذا الإجراء يمكن أن يساهم في انتهاك القانون الدولي وارتكاب المزيد من الجرائم الدولية، مما يجعلهم عرضة للمحاكمة في جنوب أفريقيا". ولم تحدد الوزارة عدد مواطني جنوب إفريقيا الذين يُعتقد أنهم تم تجنيدهم. وقالت الحكومة في وقت سابق إن جهاز أمن الدولة يتعقبهم. وأفادت باندور بأن مواطني جنوب أفريقيا يحتاجون إلى موافقة حكومية مسبقة للقتال بشكل قانوني في "إسرائيل"، وأن المواطنين المتجنسين معرضون لخطر أكبر للتجريد من جنسيتهم الجنوب أفريقية؛ بسبب انخراطهم في حرب "لا تدعمها البلاد أو توافق عليها". وأوضحت باندور أن دعم حكومتها للفلسطينيين لا علاقة له بالانتخابات المقبلة. وأضافت: "لم نلتق بالشعب الفلسطيني في الثامن من أكتوبر، لقد كنا معا في النضال منذ عقود عديدة"، حسب صحيفة "إسرائيل ناشيونال نيوز". وأضافت وزيرة الخارجية: "لقد قام شعب فلسطين بتدريب "مقاتلي الحرية" في حركة التحرير. هذه علاقة بين المناضلين من أجل الحرية، بين الناشطين، بين أمم تشترك في تاريخ. تاريخ من النضال من أجل العدالة والحرية". وتأتي تصريحات باندور في الوقت الذي وصلت فيه العلاقات بين إسرائيل وجنوب إفريقيا إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق وسط الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد تل أبيب في محكمة العدل الدولية والتي تتهمها فيها بارتكاب إبادة جماعية.