شهد ملف البرلماني ورئيس أولمبيك آسفي محمد الحيداوي والصحافي عادل العماري الذي عرف إعلايا ب"فضييحة تذاكر المونديال"، في جلسة اليوم الإثنين، منعطفا جديدا، من خلال الاستماع إلى مصرحين استفادوا من تذاكر كأس العالم بقطر بعد تدخل الحيداوي. واستمع رئيس هيئة الجنحي التلبسي الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء هشام بحار، لأربعة مصرحين، وهما طبيبتان شقيقتان فايزة وغيثة، التي تنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار وزوجها يونس وإلياس. وطرح رئيس الهيئة أسئلة متعددة على المصرحة فايزة، التي أكدت أنها سافرت إلى قطر لحضور مباراة المغرب وفرنسا في مونديال 2023، رفقة ثلاثة أصدقاء، لكنها عندما وصلت هناك كانت تبحث عن تذاكر، وذهبت لمكان يعرف بتوزيع تذاكر الجامعة مجانا وانتظرت من خمس إلى ست ساعات بدون جدوى. وطغى على كلام المصرحة فايزة تعابير من قبيل "ما عقلتش.. ما عرفتش"، لكنها أكدت أنها فيما بعد اتصلت بالحيداوي هناك في قطر باعتباره زميل لأختها غيثة في نفس الحزب، وتكلمت معه وهي تبكي وقالت له "خاصنا تذاكر"، فقال لها "أوكي"، وتابعت أنها انتظرته كثيرا في مقهى وعند لقائها قال لها "صعيبة قضية التذاكر ولكن غادي ندير أكثر من جهدي". وأكدت أنها عند سؤالها عن أسعار التذاكر في جهات أخرى، تأكد لها بأنها كانت تتراوح من 700 و 900 إلى 1000 أورو، ولكنها عندما تسلمت التذاكر المتفق عليها مع الحيداوي سلمته ظرف كان به 2000 أورو ورفض تسلمه وأخبرها "خلي عندك فلوسك حتى للمغرب". وحول عرض الحيداوي قيمة التحويل المالي على فايزة لمشاهدته مقابل شرائه التذاكر التي سلمها لها فيما بعد، أكدت فايزة في تصريحها "أطلعني على التحويل لكن لم أعرف أن له علاقة بالتذاكر التي أخذتها منه". وتدخل ممثل النيابة العامة ليقول للمصرحة فايزة، بأن تسجيل صوتي عبر وتساب دار بينها وبين سيدة أخرى هي غيثة، تؤكد أن فايزة كانت تعرف الغرض من إطلاعها على التحويل من طرف الحيداوي وشرحت ذلك عبر التسجل الصوتي، فسألها "ماذا تقولين حول التراجع عن أقوالك بخصوص معرفتك بالتحويل والغرض منه"، فاعترض الدفاع ليقول بأن الشاهدة أدلت بأقوالها حول التحويل. وعند تكرار رئيس الهيئة أسئلة حول قضية إطلاع فايزة على التحويل المالي من طرف الحيداوي، تدخل دفاع الحيداوي محمد بنمالك الذي دار جدالا بينه وبين رئيس الهيئة حول تكرار السؤال، فأكد له الرئيس أن كل الأسئلة يطرحها انطلاقا من محضر تصريحات فايزة أمام الشرطة، ليرد الدفاع لم أتوصل بهذا المحضر، ليقول رئيس الهيئة لكاتب الضبط على يساره بأن يقرأ المحضر حتى يسمعه الدفاع ومن في القاعة. ومن أسئلة رئيس الهيئة الموجهة للمصرحة فايزة والتي أثارت حفيظة دفاع الحيداوي، هي "علاش وراك التحويل المالي؟" فردت فايزة "حيت كنت تعصبت ويحاسبلي مغاديش يجي للمقهى وتعطل وبقيت كنقوليه حشومة عليك". فأعاد الرئيس هشام بحار طرح سؤال آخر على المصرحة فايزة "وشنو علاقة أنه تعطل عليك بأنه يوريك مبلغ التحويل"، فاكتفت بالجواب "هو وراني التحويل". وسئلت الشاهدة ما إذا طلبت التذاكر من الحيداوي، لأنه يتوفر عليها لإعادة بيعها لها، أم أخبرها بأنه سيتدبر أمرها، فأجابت "هو قالي غادي يتكلف يشريهم من السوق السوداء". فتدخل الدفاع مرة أخرى ليسأل فايزة " واش التذاكر المجانية كانت تباع في السوق السوداء؟ فردت فايزة "كانوا كيتباعو تما فشي سوق تما سوداء"، فسألها الدفاع مرة أخرى "واش الحيداوي تكلف ليها ومشى للسوق السوداء باش يشريهم بالثمن باش كيتباعو؟" وأجابت فايزة "قلت ليه جيب ليا التذاكر بأي ثمن كان". واستمعت هيئة الجنحي التلبسي أيضا لغيثة، وقالت إن اختها فايزة عندما وصلت قطر مع أصدقائها لم تجد تذاكر واتصلت بها وقالت لها "حنا واحلين"، وبمجرد إنهاء الاتصال تتابع المصرحة غيثة "اتصلت بزوجي وأخبرته بالأمر فاتصل زوجها بالحيداوي في قطر وأخبره بقضية تذاكر". وأكدت غيثة في كلامها أن الحيداوي لم يكن لديه تذاكر ليبيعها، بل "هو كان غادي يشريهم"، "والأثمنة ديال التذاكر كانت كتزاد كل نهار كانت ب 7500 رجعت 8000 وبقات كتزاد كل ما قرب المباراة". هنا تدخل الدفاع وسأل المصرحة غيثة، "واش الحيداوي شرا التذاكر باش يعاود يبيعهم؟ فردت غيثة "لا ميديرهاش حيت كنعرفو خدمت معاه في الحملة الانتخابية كيعاون الفقراء وهو ما محتاجش 7000 درهم اش غيدير بيها". كذلك أشار المصرحان يونس وإلياس، بأن "سمعة الحيداوي جيدة وأنه يساعد الفقراء ولم يسمعوا عليه يوما كلاما ينقص منه"، لكن إلياس قال "أن التهم لي توجهات للحيداوي لا علاقة له بها عمرو ما باع، كيشري شحال من مرة من فلوسو باش يعاون وأنا بعدا كنشهد أمام الله عمرني شفت عليه شي حاجة خايبة". وقال إلياس إنه عند اتصاله بالحيداوي أخبره بأن فايزة اتصلت به ليوفر لها تذاكر "وملقيتهمش ليها واتصل بيا من بعد قاليا دوك الأوراق لي خليتهم انعطيهم لفايزة". مضيفا "فاش كنمشيو لقطر كنضاربو معاه باش نخلصو والو وهاكا كيتعامل مع ولاد البلاد". وأخرت المحكمة الجلسة إلى 13 نونبر 2023، للاستماع إلى مرافعة دفاع محمد الحيداوي المحكوم ابتدائيا بعام ونصف والصحافي عادل العماري المتابع ابتدائيا بستة أشهر موقوفة التنفيذ.