انتقد رئيس الجمعية الوطنية لمربي الدجاج اللحم، محمد أعبود، العقد البرنامج الجديد الذي جرى توقيعه بين الدولة والفيدرالية البيمهنية لقطاع تربية الدواجن، الأسبوع الماضي، منبها إلى أنه "سيفشل كسابقه". وقال أعبود، في تصريح ل"العمق"، إن الفيدرالية التي وقعت على العقد البرنامج "تمثل منتجي الأعلاف فقط، ولا وجود للمربي المتوسط أو الصغير داخلها"، مضيفا أن "نفس الشركات ستستفرد بالدعم للقضاء على ما تبقى من المربيين، كما تسببت العقدتين السابقتين في خسائر للمربي تجاوزت مع نهاية المخطط الأخضر أكثر من 530 مليار سنتيم". وبلغت الكلفة الإجمالية لتنزيل مضامين العقد البرنامج الجديد، الذي يشمل الفترة ما بين 2021 و2023 في إطار مخطط الجيل الأخضر، 2.02 مليار درهم، ضمنها 1.4 مليار درهم كمساهمة من الفيدرالية البيمهنية للدواجن، و0.62 كمساهمة من الدولة. وسطر العقد البرنامج الجديد جملة من الأهداف، من ضمنها الرفع من حجم إنتاج لحوم الدواجن والبيض الموجه للاستهلاك إلى 912 ألف طن و 7.6 مليار وحدة على التوالي. كما يهدف أيضا إلى تعميم التغطية الاجتماعية على 40 ألف شخص في القطاع، ويراهن على خلق 140 ألف منصب شغل جديد لتصل إلى 600 ألف منصب بحلول عام 2030، ويهدف أيضا إلى تحسين قنوات التوزيع لتصبح 90 في المائة من اللحوم البيضاء خاضعة للرقابة. وفي حديثه ل"العمق"، أشار أعبود إلى ما وصفه ب"فشل" الفدرالية البيمهنية في العقد البرنامج السابق ضمن لمخطط المغرب الأخضر، ف"من 2009 إلى 2020 لم يتحقق أي شيء بالنسبة للمربين ولا للمستهلك". وأشار إلى أن من بين أهداف العقد السابق هو خفض تكاليف الإنتاج، وتهيئة أكثر من 50% من الإنتاج الوطني عبر المجازر الصناعية، وتشجيع الاستهلاك لبلوغ 25 كيلوغراما للفرد سنويا، والاستقرار في الإنتاج والأسعار. واستدرك أعبود، "لكن ما نراه اليوم هو العكس، تعرض المربي للخسائر بسبب الفائض العشوائي في الإنتاج، وتضاعفت تكاليف الإنتاج رغم تراجع السوق العالمية، كما أن تهيئ الدواجن في المجازر الصناعية لم يتجاوز 8%، واستهلاك الفرد السنوي تراجع إلى مادون 15 كيلوغراما". "ورغم أن الدولة قدمت دعما لهذه الشركات (شركات الأعلاف)، من خفض من للرسوم الجمركية سنة 2011، وإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة TVA، واستفردوا بالمبالغ المرصودة للمخطط والتي تفوق 850 مليون درهم، إلا أن كل هذه الإجراءات لم تنعكس على المربي أو المستهلك"، يقول المتحدث. وتعليقا على هدف الرفع من حجم الإنتاج الذي جاء به العقد البرنامج الجديد، قال أعبود "لا ينقصنا الإنتاج، لدينا فائض في الإنتاج، فلماذا ارتفع ثمن الدجاج؟ لأن المربي تعرض لخسائر وتوقف عن الإنتاج". ونبه إلى مشكل غلاء الأعلاف الذي كبد المربين تكاليف كبيرة، فالشركات "رفضت تخفيض الأسعار"، رغم تراجعها عالميا واستفادتها من امتيازات ضريبية، قائلا إنهم "سبب فشل الأهداف السابقة".