أثار تصريح لوزير التجارة والصناعة، رياض مزور، عن دعم الحكومة لمنتجي الدواجن بالمغرب، خلال مشاركته في برنامج "مباشر معكم" على القناة الثانية، يوم الأربعاء 15 فبراير الجاري، (أثار) استغرابا وغضبا لدى مهني تربية وإنتاج لحوم الدواجن بالمغرب. وفي الوقت الذي طالبت فيه "الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم بالمغرب"، الوزير بنشر لائحة المستفيدين من هذا الدعم، قالت "الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن"، إن تصريح الوزير مجانب للصواب، موضحة أن قطاع تربية الدواجن لم يستفد من أي دعم. تصريح "غير مسؤول" وفي هذا الصدد، أشارت "الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن" في بلاغ لها، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، إلى أن تصريح مزور الذي قال فيه "شجعناهم ودعمناهم"، خلق نوعا من الاحتقان وسط مربي الدواجن. وأوضحت الجمعية إلى أن تصريح الوزير دفع البعض إلى اتهام جهات معينة بالاستفادة دون غيرها من دعم الحكومة، وإقصاء غالبية المنتجين المتضررين بفعل ارتفاع كلفة الانتاج وتقلبات أثمنة البيع في ظل ضعف القدرة الشرائية للمستهلك المغرب. وعبرت الهيئة ذاتها عن استغرابها من هذا التصريح "المجانب للصواب وغير المسؤول من وزير في حكومة تعلم علم اليقين أن قطاع تربية الدواجن لم يستفد من أي دعم مباشر أو غير مباشر". وأوضحت لعموم المنتجين وللرأي العام، أن الاجتماع الذي حضره ممثلوها بالمكتب الإداري للفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن مع وزير الفلاحة، في نفس يوم عرض البرنامج المذكور، "كان مناسبة لاطلع الوزير على الظروف الصعبة التي يمر منها القطاع، وما يتكبده المنتجون من خسائر بفعل ارتفاع تكلفة الانتاج التي بات معها الاستمرار في نشاط التربية أمرا صعبا". وكشفت أن وزير الفلاحة "لم يتحدث عن أي دعم للقطاع أو يَعد بذلك، بل كان الاهتمام أكثر بتأمين تزويد السوق المغربية بمنتوجات الدواجن من دجاج وديك رومي وبيض، على أن يتم التفكير بشكل تشاركي مع الوزارات الأخرى والمهنيين في السبل الكفيلة بالتخفيف من الوضع الصعب الذي يعانيه القطاع". وطالبت الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن، الوزير رياض مزور، بتوضيح ما صرح به للرأي العام على قناة رسمية، كما طالبت مهنيي قطاع الدواجن ب"عدم الانسياق وراء الإشاعات، وترويج الاتهامات لأشخاص أو جهات هي من تصريحات وزير التجارة والصناعة براء"، وفق البلاغ ذاته. نشر لائحة المستفيدين جاء ذلك بعدما قالت "الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم بالمغرب"، إنها تابعت باستغراب شديد، التصريحات الأخيرة لوزير الصناعة والتجارة على القناة الثانية، بخصوص موضوع تدخل الحكومة لدعم مربي الدجاج من أجل خفض أثمانه. وأوضحت الجمعية في بلاغ لها، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أنها كممثلة للمشتغلين في القطاع، تؤكد عدم توصلها بأي دعم، رغم مطالبتها به منذ ما أسمته ب"فشل العقد الأولى لمخطط المغرب الأخضر المخصص لقطاع الدواجن". وطالبت الجمعية من الوزير مزور، بالكشف عن الكيفية التى صرف بها هذا الدعم، ونشر لائحة الأشخاص أو المؤسسات المستفيدة منه، وذلك تفعيلا للمبدأ الدستوري الناص على الحق في المعلومة. وأعلنت للرأي العام، أن المربيين الصغار والمتوسيطين للدجاج لم يستفدوا من أي دعم، مجددة "مطلبنا العادل والمشروع، بتعميم الدعم على كل المربيين الذين يزاولون وفق الضوابط والقوانين المنظمة للقطاع، وذلك تنزيلا المبدأ الدستور الناص على مسواة الكل أمام القانون". وأشار البلاغ إلى أن تكلفة الإنتاج عند المربي الصغير والمتوسط لازالت مرتفعة، إذ تقارب 17 درهما، "ما يؤكد أن المربي يتكبد أكثر من 5 دراهم في الكيلوا كمتوسط الخسارة بهذا التراجع الخطير الذي عرفته أثمنة الدجاج، والتي لا شك أن هناك تلاعب من جهة ما بمصير الآلاف من المربين والعاملين بقطاع دجاج اللحم"، وفق تعبير الجمعية. خسائر متتالية وكانت الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن "FISA"، قد جددت شكواها لوزير الفلاحة، من استمرار تكبد القطاع للخسائر بشكل متتالي، بسبب تداعيات تبعات تدابير حالة الطوارئ الصحية لجائحة كوفيد 19، والارتفاع غير المسبوق لأسعار المواد الأولية في السوق الدولية، بما في ذلك الذرة وكسب الصوجا اللذان يشكلان أكثر من 80% من تركيبة الأعلاف المركبة الموجهة للدواجن. وكشفت الفيدرالية في بلاغ لها، أنها عقدت اجتماعا مع وزير الفلاحة، الأسبوع الماضي، وذلك لمناقشة الظرفية الحالية لقطاع الدواجن وحالة تزويد السوق الوطنية بمنتوجات الدواجن، مؤكدة أنه، بالرغم من الظرفية الصعبة التي يمر بها القطاع، فقد استمر المربون في تزويد السوق الوطنية، بشكل طبيعي ومنتظم، بلحوم الدواجن وبيض الاستهلاك. واعتبرت أن الارتفاع المسجل خلال الشهور الأخيرة في أسعار بيع الدجاج وبيض الاستهلاك في الضيعة، يبقى ضعيفا ولا يغطي بالكامل التكلفة الإضافية لكلفة الإنتاج المرتبطة أساسا بارتفاع أسعار الأعلاف المركبة الموجهة للدواجن والتي تمثل حاليا نسبة تتراوح بين 70 إلى 80% من سعر تكلفة المنتوجات المذكورة، مشددة على أن علف الدواجن لا يستفيد من أي دعم. وأكدت الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن أن الإنتاج سيغطي جميع احتياجات السوق من لحوم الدواجن وبيض الاستهلاك خلال شهر رمضان المبارك لسنة 1444. من جانبه أعرب الوزير، وفق ما ذكره البلاغ، عن تفهمه للإكراهات والصعوبات التي يعاني منها القطاع منذ الثلاث سنوات الماضية، حاثا "المهنيين على مواصلة جهودهم لضمان التزويد العادي والمنتظم للسوق بلحوم الدواجن وبيض الاستهلاك بأسعار تضمن الحفاظ على مصالح المهنيين والمستهلك، على أمل إيجاد توازن بين حد أدنى للربح والحفاظ على القدرة الشرائية للمستهلك، وواثقون أن الوضعية خلال شهر رمضان ستندرج في هذا الإطار". وأوضح بلاغ الفيدرالية أن الوزير أبلغهم أنه في إطار استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030، سيتم توقيع عقدة البرنامج لقطاع الدواجن، وذلك على هامش المعرض الدولي للفلاحة بمكناس (SIAM) الذي سينعقد من 02 إلى 07 ماي 2023، مبرزا أن البرنامج سيُقدم عددا من الحلول للصعوبات التي يواجهها القطاع خاصة فيما يتعلق بتحسين بيئة الإنتاج وتأهيل قنوات تسويق وتوزيع منتوجات الدواجن.