رغم المراسلات الكثيرة التي وجهها مربو الدواجن إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد صديقي، مطالبين بإيجاد حلول لمجموعة من المشاكل التي تعرقل القطاع، إلا أنهم ووجهوا بسياسة الآذان الصماء. ووجهت الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، في الآونة الأخيرة، عدة مراسلات لوزارة الفلاحة، آخرها مراسلة بعثتها قبل أسابيع قليلة تطالب من خلالها بعقد لقاء مع الوزير الوصي على القطاع بخصوص انتشار فيروس إنفلونزا الطيور بعدد من الدول الأوروبية، وخطر انتقاله إلى المغرب عبر الطيور المهاجرة. وفي تصريح لجريدة "العمق" قال رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، محمد أعبود، إن جل المراسلات التي وجهتها الجمعية للوزارة قامت الأخيرة بتوجيهها لمديرية تنمية سلاسل الإنتاج دون أي تجاوب أو حوار مع المهنيين، على الرغم من الأزمة التي يعانيها المربون الذين "تكبدوا خسائر تتجاوز 530 مليار سنتيم حتى نهاية غشت 2020". وأضاف أعبود أنهم راسلوا الوزارة في شتنبر الماضي من أجل عقد لقاء عاجل مع الوزير الوصي على القطاع بخصوص انتشار إنفلونزا الطيور شديد الضراوة في عدد من دول أوروبا، لكن تمت إحالتها على المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية دون أي تجاوب لحد الآن. رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم انتقد صمت الوزارة قائلا إن إحدى المراسلات الموجهة إلى الوزير والتي لم يتلق المهنيون بشأنها أي جواب، سائل صديقي عما يستفيد مربو الدجاج من تصنيف قطاعهم ضمن القطاعات الفلاحية، كما تنبهه إلى الخسائر الفادحة التي تكبدها المهنيون وتسائله عن طريقة تعويضهم. مراسلة أخرى نبهت الوزير الوصي على قطاع الفلاحة إلى استمرار غلاء الأعلاف في السوق الوطنية وضعف جودتها، على الرغم من انخفاض المواد التي تدخل ضمن هذه الأعلاف في السوق الدولية. جدير بالذكر أن الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، كانت قد وجهت مراسلة إلى رئيس جمعية مصنعي الأعلاف، تطالبه من خلالها بتحسين جودة الأعلاف وتخفيض أسعارها بناء على التراجع الدولي. وأشارت الرسالة إلى أن "أثمان الأعلاف تعرف ارتفاعا مهولا منذ أزيد من سنة"، مؤكدة أنه "بالرغم من تراجع أثمان المواد الأساسية عالميا، حيث تراجع ثمن الذرة منذ يوليو الماضي بأكثر من 50 دولار في الطن والصويا بأكثر من 70 دولار، بقيت أسعار الأعلاف جد مرتفعة إلى يومنا هذا". وأوضح المصدر ذاته إلى أن بعض الشركات في الدول العربية خفضت أثمان هذه الأعلاف المركبة، مقابل ارتفاعها في المغرب "ما جعل المربي يعيش معانات وإكراهات تؤدي به إلى خسائر مالية كبيرة". يشار إلى أن أسعار الدجاج والبيض عرفت ارتفاعا في الآونة الأخيرة حيث تجاوز سعر الكلوغرام الواحد من لحم الدجاج 20 درهما، هذا الغلاء فسرته الجمعية الوطنية لمنتجي دجاج اللحم ب"ضعف المراقبة" و"التلاعب في العرض" و"الاحتكار"، وكلها أسباب تؤدي إلى ارتفاع كلفة الإنتاج. ونبه أعبود، في تصريح سابق ل"العمق"، إلى "التلاعب في العرض"، قائلا إن هناك وفرة في إنتاج الكتاكيت لكن ذلك لا يترجمه إنتاج دجاج اللحم، مضيفا أن "مجموعة من المربين تعرضوا للإفلاس إذ واجهوا إكراهات لوحدهم منذ فشل العقدة الأولى لمخطط المغرب الأخضر سنة 2011، لأن استثمارات جديدة دخلت وتلاعبت في الإنتاج وخلقت فائضا مقابل ضعف تسويقه". وخلص المتحدث إلى أنه "لا توجد منافسة حقيقية"، بل "احتكار" و"تلاعب في العرض"، منتقدا عدم إنصات وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات للمربين الصغار.