يتواصل ارتفاع أسعار الدجاج في المغرب وسط توقعات بعدم انخفاضها، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف في السوق الوطنية، على الرغم من تراجعها الملحوظ على الصعيد الدولي خلال الآونة الأخيرة. وفضلا عن ارتفاع أسعار الأعلاف، يثير ضعف جودتها قلق مربي الدجاج الصغار؛ ذلك أن ضعف الجودة يعني الحاجة إلى استهلاك كميات أكبر من الأعلاف. الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم طالبت مجلس المنافسة بالتدخل "لوضع حد لكل الممارسات المنافية لقواعد المنافسة التي تمارسها شركات الأعلاف، وخصوصا ما يتعلق بتحديد الزيادات الموحدة في أسعارها". كما طالبت الجمعيةُ شركاتِ الأعلاف بمراجعة أثمان الأعلاف، وخصوصا بعد تراجع أثمان المواد الأولية المستوردة من الخارج. وحسب إفادة محمد أعبود، رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، فإن ثمة جملة من المعطيات تزكي انخفاض سعر الأعلاف في السوق الدولية؛ منها أن تكلفة إنتاج دجاج اللحم في دول متقدمة مثل فرنسا لا تتعدى 13 درهما للكيلوغرام، بينما تصل التكلفة في المغرب إلى ما بين 15.5 دراهم و17 درهما. وأوضح أعبود بأن ضعف جودة الأعلاف المركبة التي يتم تصنيعها في المغرب تكبّد مربي الدجاج خسائر مادية كبيرة، حيث كانت الدجاجة الواحدة تحتاج إلى 3.2 كيلوغرام من الأعلاف لتصل إلى نموها النهائي بينما أصبحت حاليا تستهلك 5 كيلوغرامات. وطالبت الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، في بلاغ صادر عنها، المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) ب"التدخل الفوري لمراقبة جودة الأعلاف والكتاكيت، وإلزام الشركات باحترام المعايير الضرورية لتركيب الأعلاف". ومنذ أسابيع عديدة يكتوي المغاربة بنيران ارتفاع أسعار الدجاج، والذي تؤكده أيضا الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، محمّلة المسؤولية لشركات الأعلاف؛ بسبب ارتفاع أسعارها التي يتراوح الكيلوغرام الواحد من الأعلاف المركبة ما بين 5.6 و6 دراهم، ونظرا لضعف جودتها. وتتمثل المواد الأولية التي تصنع منها الأعلاف بالأساس في الذرة والصوجا، تضاف إليها مواد أخرى لتصير أعلافا مركبة ينبغي أن تضمن غذاء متكاملا للدواجن إلى أن تصل إلى المستهلك، وفق مقتضيات القانون 28.07. وحسب الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم فإن شركات الأعلاف عمدت، مباشرة بعد انتهاء معرض الدواجن الذي احتضنته مدينة الدارالبيضاء نهاية شهر أكتوبر الماضي، إلى إقرار زيادة جديدة في أسعار الأعلاف، "بطريقة موحدة دون احترام قواعد المنافسة". ودعت الهيئة ذاتها وزارة الفلاحة إلى فتح بابا الحوار من أجل إطلاعها على الوضعية الحرجة التي يوجد فيها مربو دجاج اللحم؛ بينما قال محمد أعبود إن عددا من المربين "اضطروا إلى توقيف نشاطهم، لأنهم لم يعودوا قادرين على مسايرة الغلاء وتكبد مزيد من الخسائر".