أعلن أعضاء مجلس النواب الليبي المجتمعون في مدينة طنجة، مساء اليوم السبت، عن نتائج الاجتماع التشاوي الذي انطلق يوم الإثنين الماضي بأحد فنادق عاصمة البوغاز، بحضور وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة. وأعلن البيان الختامي للاجتماع التشاوري لأعضاء مجلس النواب الليبي، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، عن التوصل لاتفاق بعقد جلسة التئام مجلس النواب بمدينة غدامس الليبية، مباشرة بعد عودتهم، مقدمين الشكر والتقدير للمغرب، ملكا وبرلمانا وحكومة وشعبا. وأوضح البيان أن جلسة غدامس ستخصص لإقرار كل ما من شأنه إنهاء الانقسام، وبما يمكِّن المجلس من أدء استحقاقاته على أكمل وجه، مشددين على أن المقر الدستوري لانعقاد مجلس النواب هو مدينة بنغازي. ووفق البيان ذاته، فإن النواب الليبيين المجتميعن بطنجة الذي بلغ عددهم 120 برلمانيا، أكدوا عزمهم على المضي قدما نحو إنهاء حالة الصراع والانقسام بكافة المؤسسات، والحفاظ على وحدة وكيان الدولة وسيادتها على كامل أراضيها. وعبر البيان عن الاستعداد التام لأعضاء مجلس النواب الليبي، للتعاطي بإيجابية مع كافة مخرجات مسارات الحوار، بما يتفق مع الإعلان الدستوري وتعديلاته والاتفاق السياسي الليبي، مثمنين ما تم إنجازه عبر لجنة 5+5 من خطوات إيجابية. وأكد النواب الليبيون على الالتزام بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وفق إطار دستوري، وإنهاء المرحلة الانتقالية في أقرب وقت ممكن، على أن لا تتجاوز العام من تاريخ التئام مجلس النواب. وشددوا على ضرورة احترام الاعلان الدستوري وشرعية الأجسام المنبثقة عنه، وعلى أهمية الالتزام بما جاء في الفقرات 25-28 من الصيغة التنفيذية لقرار مجلس الأمن رقم 2510/CSR بشأن دور مجلس النواب، وعدم خلق جسم موازي يساهم في إرباك المشهد. وأشاروا إلى ضرورة نبذ خطاب الكراهية ودعوة كافة المنابر الإعلامية إلى إعلاء خطاب التصالح والتسامح، مع الدفع بمسار المصالحة الوطنية والعودة الآمنة للنازحين والمهجرين قصرا، وجبر الضرر. إلى ذلك، ثمن البيان الختامي، عاليا، جهد المغرب وحرصه على دعم الشعب الليبي من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا، وعودة الاستقرار للبلاد، معلنين دعمهم ل"كافة اللقاءات الإيجابية والبناءة، التي تستضيفها الدول الشقيقة والصديقة، من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية". ويوم الإثنين المنصرم، انطلق بمدينة طنجة، الاجتماع التشاوري لأعضاء مجلس النواب الليبي بمشاركة أزيد من 110 نواب يمثلون مختلف الطيف السياسي الليبي، وذلك في أول جلسة لمجلس منذ سنوات، بهدف توحيد مجلس النواب بمختلف تياراته السياسية. الاجتماع التشاوي جاء لبحث المسار السياسي وحلحلة الخلافات القائمة بين البرلمانيين في الشرق والغرب، وذلك بدعوة من مجلس النواب المغربي، وذلك بعد أن حالت الظروف التي تمر بها ليبيا دون عقد جلسة موحدة للمجلس. وكان رئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي، قد وجه دعوة لرئيس مجلس النواب المُنعقد في طبرق ولنظيره في طرابلس ولكافة أعضاء البرلمان الليبي، لعقد اجتماع تشاوري بهدف التئام كافة أعضاء المجلس. وجاء في الرسالة التي وجهها المالكي، أن "هذه الدعوة تأتي ضمن الجهود التي تبذلها المملكة المغربية من أجل تقريب الرؤى بين الأخوة الليبيين، وتمكين مجلس النواب من أداء مهامه المنوطة به من أجل تذليل الصعاب التي تقف عائقا أمام العملية السياسية في ليبيا". يشار إلى أن طرفا النزاع الليبي اتفقا خلال مفاوضات برعاية الأممالمتحدة في تونس على تنظيم انتخابات، مع تزايد الجهود الدولية الرامية إلى وضع حدّ لأعمال العنف الدائرة في البلاد منذ نحو عشر سنوات.