المكتبة المدرسية، حسب الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات " إفلا "، هي: "فضاء مدرسي للتعلم المادي والرقمي، حيث إن القراءة والتساؤل والبحث والتفكير والتخيل والإبداع يشكلون جوهر المسار التعليمي/التعلمي للتلاميذ، انطلاقا من الحصول على المعلومة إلى اكتساب المعرفة. وذلك بهدف تحقيق تطور المتعلم على المستوى الشخصي والاجتماعي والثقافي". وهو ما مفاده، أن المكتبة المدرسية يمكن أن تكون لها آثار جد إيجابية على المتعلمة والمتعلم إذا ما تم تأهيلها وتفعيلها تبعا لما تنص عليه القوانين والقواعد المنظمة للمكتبة المدرسية والمتفق عليها دوليا. وتتمثل الآثار الإيجابية للمكتبة المدرسية على المتعلمات والمتعلمين، في الأدوار المهمة التي يمكن أن تؤديها داخل المؤسسة التعليمية ومنها على سبيل المثال لا الحصر: – زرع حب البحث والقراءة لدى رائدات ورواد المكتبة المدرسية. – تحفيزهم وإعدادهم للقيام بمجموعة من الأنشطة الثقافية مثل الندوات والعروض والحملات التحسيسية والتمرن على الرسم والمسرح …انطلاقا من الموارد المعرفية التي تتوفر في المكتبة المدرسية. – تمكينهن (هم) من مجموعة من القدرات والمهارات مثل مهارة البحث عن المعلومة ومعالجتها وتقاسمها. إضافة إلى مهارات وقدرات أخرى مثل مهارة الحوار والتواصل والعمل الجماعي والنظام والانضباط والهدوء والتركيز… والفائدة او الفوائد التي يمكن أن يجنيها رواد ورائدات هذا الفضاء، هي أن المكتبة المدرسية: – تغني رصيدهم اللغوي بالنسبة لمختلف اللغات. – تحقق لهم التقوية والدعم في مقرراتهم الدراسية. – تنمي فيهم وفيهن ملكات الكتابة والإنتاج والإبداع والنقد. – تحفز رغباتهم وتضعهم على السكة الصحيحة لاختيار توجهاتهم الفكرية والفنية. – المكتبة المدرسية تحارب الجهل والانغلاق وتحقق الانفتاح الفكري والثقافي لدى مترفقاتها ومرتفقيها وذلك بتنويع وإغناء مخزونهن (هم) المعرفي والثقافي. – تربيهن (هم) على القيم الإنسانية الكونية كالتفاني في تحمل المسؤولية والقيام بالواجب. إضافة إلى التسامح والمساواة والديمقراطية والعدل موازاة مع تمكينهم من الوسائل والأساليب المشروعة للدفاع عن الحق. وبالتالي، فالمكتبة المدرسية النشيطة، تساهم في تنشئة الشباب على الوعي وسعة الأفق وإدراك مدى أهمية مبادئ المساواة والعدل واحترام الآخر ومدى قدسية القيام بالواجب… من أجل السلم والسلام والاستقرار والتطور. وتلكم هي التربية على المواطنة المسؤولة. التي تجعل كل فرد، ذكرا كان أم أنثى، يسعى ويتنافس على المساهمة في تحقيق أمن واستقرار وطنه وتنميته وازدهاره بعيدا عن كل مظاهر التمييز والتفرقة والكراهية والعنف. ذلك الوطن الذي، في شخص حكامه ومسيريه، يتوجب عليه أن يسهر على ضمان شروط العيش الكريم لمواطنيه دون تمييز، مما يجعلهم، حتما ولزوما، يتشبثون به ولا يرضون عنه بديلا. وإن كان هذا هو الإطار الذي حدده المختصون الدوليون لمفهوم المكتبة المدرسية ودورها في التنشئة على المواطنة المسؤولة، فأين موقع مكتبتنا المدرسية من ذلك الإطار؟ يتبع