فضح تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المقدم إلى مجلس الأمن بخصوص الوضع في الصحراء، الواقع المرير الذي يعيشه المحتجزون في مخيمات تندوف التابعة لسلطة جبهة البوليساريو الانفصالية، واصفا الظروف في المخيمات ب"المفزعة" وكشف أن المحتجزين يعيشون حالة من الفقر وسوء التغذية وارتفاع معدل مجموعة من الأمراض، داعيا إلى تعزيز الجهود الدولية للنهوض بالوضع الإنساني للمخميات. وجاء في تقرير غوتيريش الحامل للرقم S/2020/938، والذي اطلعت جريدة "العمق" على مضامينه الكاملة، "وما برح سوء التغذية، ولاسيما ارتفاع معدل انتشار فقر الدم في صفوف الأطفال والنساء من اللاجئين الصحراويين، يبعث على القلق منذ عدة سنوات". وبالرغم من تطعيم حوالي 21 ألف طفل في عام 2019، سجل التقرير استمرار النقص المزمن في اللقاحات وفي الإمدادات الرئيسية للتطعيم، معتبرا أنه "يمثل تحدياً". وأبرز أن التحدي الرئيسي الذي يواجه الجهات الفاعلة إنسانيا في المخميات، يمكن في نقص الموارد وعدم توفير تمويل يمكن التنبؤ به، وأوضح "وحتى الآن، لم تتلق مفوضية شؤون اللاجئين واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي سوى 58 في المائة من مجموع احتياجاتها مجتمعة لبرامجها العادية لعام 2020". وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على الحاجة الملحة إلى إصلاح عاجل للمرافق الصحية، مشيرا إلى أن توزيع لوازم النظافة الصحية على النساء والفتيات في سن الإنجاب لا يرقى إلى المستوى المطلوب لتلبية احتياجاتهن. وبالتزامن مع أزمة انتشار وباء "كورونا" الذي تسبب في تعميق أزمة المحتجزين في المخيمات، شهدت المنطقة حسب المصدر ذاته، انتشار وباء طاعون الماعز وهو ما تسبب في نفوق المئات من الأغنام، مما زاد من تدهور الأمن الغذائي الذي يعاني منه المحتجزون الصحراويون الضعفاء. وأفاد أن مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، حاولت الإبقاء على "الأنشطة المنقذة للأرواح في المخيمات"، رغم تقليص أنشطتها بسبب الوباء، وأنها قدمت "أدوية بيطرية للمساعدة على القضاء على طاعون الماعز في المخميات". و"تم الإبقاء على الأنشطة المنقذة للأرواح في المخيمات، إلى جانب تقديم الخدمات الأساسية والحيوية. وقدمت مفوضية شؤون اللاجئين أيضاً أدوية بيطرية للمساعدة على القضاء على طاعون الماعز في المخيمات"، حسب ما جاء في الوثيقة الأممية المذكورة. وأورد غوتيريش في النقطة التي حملت رقم 86 وجاءت ضمن التوصيات التي تقدم بها من النزاع بخصوص الصحراء أن "مفوضية شؤون اللاجئين والجهات الفاعلة الإنسانية في مخيمات تندوف تواجه صعوبات متزايدة في تلبية احتياجات اللاجئين الصحراويين الضعفاء". وأضاف في النقطة ذاتها "وفضلا عن مؤشرات الصحة والتغذية التي ظلت في مستويات مفزعة، وخدمات توفير مياه الشرب التي لا تزال أدنى بكثير من مستوى المعايير الدولية، والنقص المزمن المستمر في اللقاحات، أدت التهديدات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 إلى تفاقم مواطن الضعف. ولذلك، فإنني أشجع المجتمع الدولي على مواصلة تقديم الدعم للعمليات الإنسانية في مخيمات تندوف".