يبدو أن شح صنبور التبرعات الدولية التي دأبت قادة البوليساريو على تلقيها من جهات مانحة دولية، دفع قياديين في الجبهة إلى إطلاق نداءات دولية من أجل مزيد من التبرعات بسبب تفشي سوء التغذية، في الوقت الذي قدرت فيه احتجاجات سكان مخيمات في 37 مليون دولار، بعد أن سبق أن طلبت 10 ملايين دولار لتوفير الحد الأدنى من الاحتياجات لتغطية ما تبقى من النصف الثاني من هذه السنة. وحذر قياديون في الجبهة من «تداعيات تدهور الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين الصحراويين تثير الكثير من المخاوف»، مشددا على أن الوضع في المخيمات «خطير» و»مقلق، في الوقت الذي أشارت فيه تقارير إلى أن نسبة سوء التغذية ارتفعت لتصل إلى 30 في المائة في أوساط سكان مخيمات تندوف، في الوقت الذي تفشت فيه الأمراض المزمنة كالسكري والضغط الدموي. ونقل عن المسؤول عن الهلال الأحمر في جبهة البوليساريو قوله إن الهيئة التي يشرف عليها قدرت احتياجات سكان المخيمات من غير المواد الغذائية ب37 مليون دولار، غير أن المفوضية السامية للاجئين تتوقع جمع 9 ملايين دولار فقط من قبل الأطراف المانحة. وعرفت المساعدات والتبرعات المقدمة للجبهة تراجعا كبيرا بعد تصاعد دعوات نواب البرلمان الأوربي لوضع حد لعمليات الاحتيال التي تقوم بها الجزائر والبوليساريو عبر تحويل مكثف ومنظم للمساعدات الإنسانية الدولية على حساب السكان المحتجزين في تندوف. وأوضح المتحدث ذاته أن القرار الذي اتخذه برنامج الغداء العالمي التابع للأمم المتحدة والقاضي بتقليص الحصص الغذائية الموجهة إلى مخيمات تندوف، سيخلق وضعا كارثيا واصفا الوضع في المخيمات ب»الخطير» و»المقلق. يذكر أن تقريرا أصدره المكتب الدولي لمحاربة الغش قدم أدلة حول تهريب مساعدات موجهة إلى اللاجئين الصحراويين، والمتاجرة فيها من طرف البوليساريو والجزائر، وبدورهم سارع النواب الأوربيون إلى الدعوة إلى إحصاء سكان مخيمات تندوف، مع إعادة النظر في قيمة المساعدات الإنسانية التي يقدمها الاتحاد الأوربي لمخيمات تندوف ومواءمتها مع الحاجيات الحقيقية بهذه المخيمات.