تواجه قيادة جبهة البوليساريو، التي تتحكم فيها السلطات الجزائرية، موجة من الكتابات الحائطية تطالب برحيلها، وفي هذا السياق تم تدبيج شعارات كثيرة على سياج المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وعلى جدار الشاتو وعلى سياج النادي الجهوي للثقافة فيما يُعرف بمخيم الداخلة للمحتجزين الصحراويين. وطالبت هذه الشعارات برحيل سالم لبصير، القيادي بالجبهة ووالي "ولاية الداخلة" بالجمهورية الافتراضية للبوليساريو، بعدما عمد إلى حرمان الساكنة من الماء الصالح للشرب.
وقد قام عدد من المحتجين السبت الماضي بكتابة بعض الشعارات على أسوار المفوضية تطالب برحيل القيادي المذكور، من بينها "إرحل إرحل يا سالم لبصير" وبدل أن يلجأ القيادي المذكور إلى معالجة الأوضاع المتوترة والتي تنبئ بالكارثة نتيجة للغليان الاجتماعي وتحقيق المطالب المشروعة والبسيطة، عمد إلى إعطاء أوامره لمليشياته المسلحة للبحث عن أصحاب هذه الكتابات الجدارية، وفرض حظر للتجول داخل المخيمات بداية من الساعة الحادية عشرة ليلا، إلى حدود السابعة صباحا، وإلقاء القبض على كل من يخالف هذا الإجراء، وتضمنت التعليمات إقامة حواجز على مدخلي المخيم وتفتيش السيارات وراكبيها.
ويذكر أن مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري تعيش منذ أزيد من أسبوع على وقع احتجاجات ومظاهرات حاشدة، على قيادة البوليساريو. وتخوض القوات الجزائرية حربا ضد المحتجزين الصحراويين بمخيمات تندوف، وتمارس قمعا نوعيا ضدهم خوفا من انفلات الوضع بعد أن لم يعد سكان المخيمات يطيقون تحكم قيادة البوليساريو.
وأصبحت البوليساريو ملزمة بتأكيد استقلاليتها أمام السكان الصحراويين الذين تحتجزهم في مخيمات تندوف بعد إقدام الجيش الجزائري على قتل إثنين منهم. فقد نفذ حوالي 150 من ساكنة المخميات وقفة احتجاجية أمام مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين مطالبين بفتح تحقيق في حادث إطلاق النار على مواطنين صحراويين على الحدود الموريتانية الجزائرية من قبل القوات الجيش الجزائري.
وندد السكان المحتجون بالانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان التي يتعرض لها سكان المخيمات بشكل يومي، كما شجبوا العمل الإجرامي الذي تقترفه قيادة البوليساريو والمتمثل في الاتجار في المساعدات الإنسانية الدولية، والتي يتم تحويلها إلى جيوب القيادة التاريخية التي لم تصلها أي نسائم للديمقراطية والحرية.
وكان الجيش الجزائري قد أطلق النار على موhطنين صحراويين بمنطقة "وديان تيطرات"، على الحدود الجزائرية الموريتانية، بعد نصب كمين للجيش الجزائري الذي وجه طلقات تحذيرية قبل قيامه بإطلاق النار على شاحنتين من الحجم الكبير وسيارتي دفع رباعي من نوع نيسان وطيوطا، وذلك وفق ما أفاد موقع المستقبل الصحراوي استنادا إلى مصادره بمخيمات تندوف.