قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، إن جميع السيناريوهات المتعلقة بعودة المغاربة العالقين في الخارج “جاهزة”، مشيرا إلى أن عدد الذين تم تسجيلهم في اللوائح الخاصة بالقنصليات والسفارات، بلغ حوالي 31 ألف و800 شخص، قائلا: “كلهم أرادوا العودة لبلدهم وهذا من حقهم”. وأوضح العثماني بأن الحكومة “اشتغلت على جميع سيناريوهات دخولهم منذ البداية، وأعددنا العدة كاملة من الألف إلى الياء في ظروف هذه الجائحة، وكيف يمكن التعامل في أحسن الظروف مع التحكم في انتشار الوباء وتأمين حماية دخولهم، والسيناريوهات جاهزة ونتمنى أن يكون الفرج لهم في القريب بإذن الله”. للمرة الثانية.. المغاربة العالقون يتظاهرون أمام قنصليات المملكة ويصرخون: وطننا تخلى عنا (فيديو وصور) اقرأ أيضا وكشف رئيس الحكومة في مداخلته بمجلس النواب، اليوم الأربعاء، أن من بين العالقين أفراد من عائلته، إلى جانب برلمانيين وموظفين ساميين ذهبوا في مهام، لكن هناك مساواة بين الجميع لأن هذا قرار دولة دون أي “فرزيات”، وفق تعبيره. وأشار إلى أن القنصليات والسفارات تكفلت بإيواء 6573 من العالقين وتقديم الغذاء لهم، مضيفا: “هناك من وجدوا أماكن للمبيت وآخرون يتواجدون عند عائلاتهم، في حين يتم التكفل بالمحتاجين منهم، علما أن المئات منهم تكفلت السفارات والقنصليات بمصاريف تطبيبهم وعلاجهم، وهناك لائحة لخدمات أخرى قُدمت لهم”. واعتبر العثماني أن ما يتم تداوله من كون الحكومة قد تخلت عن المغاربة العالقين هو “كلام باطل وغير صحيح”، مشيرا إلى أن حكومته تدارست جميع السيناريوهات المتعلقة بعودتهم. وتابع قوله: “هناك تعبئة على مستوى الحكومة والوزارة المعنية منذ اليوم الأول، حيث تم إحداث 155 خلية أزمة للمواكبة والتتبع، مائة منها على مستوى السفارات و55 على مستوى المراكز القنصلية التي تشتغل باستمرار وأحيانا حتى الرابعة صباحا، ولا أزايد في ذلك”. ولفت المتحدث إلى أن هناك مواطنين مغاربة أيضا عالقين من إقليم لإقليم داخل المغرب، منهم من أرادوا العودة إلى عائلاتهم ولم يستطيعوا لأن ظروف الحجر الصحي تقتضي أحيانا قرارات مؤلمة ولكنها ضرورية، على حد قوله. كلام العثماني جاء في نفس اللحظة التي كان فيها مجموعة من المغاربة العالقين بالخارج، يخوضون وقفات احتجاجية متزامنة أمام عدد من قنصليات المملكة، للتنديد بما يعتبرونه “استمرار الحكومة المغربية في تجاهل أوضاعهم” وللمطالبة بإيجاد حل مستعجل يضمن عودتهم لوطنهم إسوة بعدد من دول العالم، وذلك في ثاني احتجاج موحد بعدما سبق أن تظاهروا يوم 11 ماي الجاري. ووفق المعطيات التي توصلت بها جريدة “العمق”، فقد نظم مغاربة عالقون بالخارج وقفات أمام قنصليات المملكة بالجزيرة الخضراء بإسبانيا، وباسطنبول بتركيا، وبقنصليات في فرنسا، إلى جانب قنصلية “بلاس بالماس” بجزر الكناري، معتبرين أن “الوطن تخلى عنهم وأصبحوا رهائن لارتجالية المسؤولين المغاربة”، وفق وصفهم. ورفع المحتجون أعلام المملكة مع لافتات كتبت عليها شعارات تستنكر طريقة تعامل الحكومة مع ملفهم، مشيرين إلى أنهم يعيشون وضعية نفسية صعبة بعد مرور أزيد من شهرين على إغلاق المغرب حدوده الجوية والبرية والبحرية بسبب جائحة “كورونا”.