خلد الاستقلاليون الذكرى التاسعة والأربعين لرحيل عبد الخالق الطريس الذي يصفونه ب”زعيم الوحدة”، تحت شعار “الفكر الوحدوي للزعيم عبد الخالق الطريس مدخل أساسي للتنمية المستدامة”، وذلك في مهرجان خطابي مساء اليوم السبت بسينما “أبينيدا” بتطوان، بحضور الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة. ودعا قياديون بحزب الاستقلال خلال المهرجان، إلى إحياء فكر ومنهج عبد الخالق الطريس وتخليد اسمه عبر فعاليات أكاديمية وسياسية من أجل تأطير الشباب المغربي على قيم ومبادئ “زعيم الوحدة”، مشيرين إلى أن الطريس جسد رمزا لوحدة الوطن من خلال قراره بالاندماج بحزب الاستقلال، وتواصله مع مختلف الزعماء السياسيين بالمغرب والعالم العربي حينها من أجل الاستقلال عن الاحتلال الأجنبي. المهرجان عرف أيضا حضور رئيس الجماعة الحضرية لتطوان محمد ادعمار، ورئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال شيبة ماء العينين، ورئيس فريق الاستقلال بمجلس المستشارين، إضافة إلى برلمانيين وممثلين عن هيئات سياسية ونقابية، وأفراد أسرة الطريس، وبمشاركة مئات من أعضاء ومتعاطفي الحزب، حيث قدمت شخصيات سياسية خلال اللقاء شهادات بحق الطريس، مع عرض شريط وثائقي حول مساره السياسي. مدرسة في العمل الوطني الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، قال في كلمته إن الطريس منح لتطوان موقعها كقلعة للصمود والمقاومة ضد الاستعمار الإسباني، لافتا إلى أن “الطريس عُرف بتشبعه بالقيم الوحدوية وجعلها منهاجه وخياره في عمله الوطني ضمن الكتلة الوطنية ثم حزبه حزب الإصلاح الوطني، وصولا إلى حزب الاستقلال، ومن خلال أنشطته خارج المغرب، فكان من أبرز رواد الوحدة الوطنية”. وأشار بركة إلى أن الطريس كان مدرسة للعمل الوطني وجسرا للتواصل مع الوطنيين المغاربة والعرب، لأن مساره بُني على أن الوحدة هي سبيل بناء الوطن، مضيفا أن الركائز التي سار عليها الطريس تتجسد في إقرار العدالة المجالية وإعطاء الأولوية للمناطق القروية والجبلية والحدودية والواحات والمناطق الصحراوية والعمل على تقليص الفوارق بين الجهات المملكة وداخلها. وقال رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال شيبة ماء العينين، إن اسم الطريس يشكل مشعلا للأجيال المغربية ورمزا وطنيا وعربيا وعالميا للوحدة، ومن الذين أيقظوا في الشعب روح الحرية وصيانة الوحدة الوطنية، وكان يؤمن بأن تحقيق الأهداف الوطنية السامية لن يتم في جو التفرقة بل في الوحدة الوطنية، مشددا على أن الدفاع عن الوحدة واجب. يُشار إلى أن عبد الخالق الطريس يعتبر مؤسسا لأول حزب وطني بالمغرب، وهو حزب الإصلاح الوطني، إذ شارك سنة 1936 بمعية رفاقه في تنظيم الكتلة الوطنية التي ستسفر عن تأسيس حزب الإصلاح الوطني يوم 18 دجنبر 1936 تحت قيادته وزعامته بتطوان، قبل أن يقرر يوم 18 مارس 1956 الاندماج بحزب الاستقلال “تغليبا للمصالح العليا للبلاد وتتويجا للنضال المشترك بين الحزبين”. تخليد اسمه يحيى الدردابي، كاتب فرع تطوان لحزب الاستقلال وعضو اللجنة التنفيذية للحزب، اعتبر في كلمته أن هذه الذكرى هي مناسبة للاحتفاء بالنخبة السياسية لفجر الاستقلال بمختلف توجهاتهم، باعتبارهم إرثا سياسيا يُحتفى به، ومناسبة للوفاء لشهداء الوطن والدعوة لتخليق العمل السياسي بالمغرب من أجل الرقي بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة، حسب قوله. واعتبر المتحدث أن مسار الطريس في سياسته ومواقفه وفكره وخطاباته وأخلاقه، مدرسة وطنية ينبغي إحياء قيمها من خلال جامعة صيفية باسمه، لتأطير الشباب المغربي داخل وخارج أرض الوطن، مشيرا إلى أن الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة “يعكس توجه الطريس فيما يخص الوحدة والحكامة الجيدة”، واصفا إياه ب”مصحح المشهد السياسي بالمغرب ورجل التوافقات والحوار الهادئ والتدبير الاقتصادي الرزين”. ولفت إلى أن “العناق التاريخي بين الطريس والفاسي سيظل رمزا للسياسة الحقة والوطنية المثلى، لا يستطيع أي خطاب أن يعبر عنها كما عبرت عن ذلك هذه الصورة الفريدة من نوعها في تاريخ السياسية المغربية والعالمية”، معتبرا أن هذا العناق كان “عناق المحبة في الله والوطن، وما أحوجنا إليها في زمننا هذا”، وفق تعبيره. استمرار حلمه من جانبه، قال المنسق الجهوي لحزب الاستقلال بالشمال وعضو اللجنة التنفيذية محمد سعود، إن الطريس خاض نضالات كبيرة بتطوان وكان متزعم الاحتجاجات ضد بنعرفة وحرك جنودا كبارا بالشمال ضد الاستعمار، قبل أن يندمج بحزب الاستقلال، كما كان يقوم بزيارات متواصلة للزعماء الوطنيين. وأوضح أن الطريس واصل نضاله حتى بعد الاستقلال بسبب الظروف التي كان يعيشها المغرب في ظل التهميش، إذ تقلد عدة مسؤوليات من بينها رئيس فريق الاستقلال بالبرلمان، مضيفا بالقول: “نتمنى أن نظل عند حلم وطموح الطريس بمنطقة الشمال وبالمغرب ككل”، على حد قوله. بدوره، اعتبر المفتش الإقليمي لحزب الاستقلال بعمالة المضيقالفنيدق محمد جبرون، أن الطريس يعتبر إرثا مشترك للوطن، قائلا: نصر في هذا المهرجان على الاحتفاظ بهذا التوهج النضالي للطريس وبكل رموز تحرر الأرض والإنسان بالمغرب وخارجه”، حسب وصفه. وكان الطريس قد أصدر سنة 1934 جريدة الحياة بتطوان التي تعتبر أول جريدة وطنية عربية بالمغرب، كما شارك سنة 1938 في أشغال المؤتمر البرلماني بالقاهرة دفاعا عن قضية العرب الأولى فلسطين، فيما تسببت له حركيته من أجل الاستقلال الفكري والسياسي والاقتصادي للمغرب، بصدور حكم بالإعدام في حقه غيابيا من المحكمة العسكرية الفرنسية بمكناس. 1. المغرب 2. تطوان 3. حزب الإصلاح الوطني 4. حزب الاستقلال 5. عبد الخالق الطريس 6. نزار بركة