أقام حزب الاستقلال، أمس الجمعة بمدينة المضيق، مهرجانا خطابيا بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين لوفاة زعيم الوحدة عبد الخالق الطريس. وتميز المهرجان الخطابي، الذي أقيم بقاعة مسرح للا عائشة تحت شعار "عبد الخالق الطريس : الحس الوطني الوحدوي المتميز ونكران الذات"، بمشاركة الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، إلى جانب عدد من قادة الحزب على المستويين الوطني والمحلي، وأفراد من عائلة المحتفى به وجمهور من المناضلين. وتوقف السيد بركة عند المسار الغني لعبد الخالق الطريس في الدفاع عن استقلال المغرب، سواء حينما كان طالبا بمصر، أو حينما ساهم في تأسيس جمعية شباب شمال إفريقيا مع عدد من الشباب التونسيين والجزائريين بجامعة السوربون بفرنسا، أو عندما عمل على تأسيس حزب الإصلاح الوطني بمعية رجال الحركة الوطنية بشمال المملكة. وقال السيد بركة إن الطريس "كانت له الجرأة في المبادرة بدعم المطالب التي تقدمت بها الحركة الوطنية في منطقة الاحتلال الفرنسي، كما قام بتحرير أول عريضة للمطالبة باستقلال المغرب"، مبرزا في هذا السياق التنسيق الوثيق بين حزب الإصلاح الوطني وحزب الاستقلال على المستويين السياسي والكفاحي، وأيضا مع رجالات الحركة الوطنية في الصحراء المغربية. ونوه بالإيمان الوثيق لعبد الخالق الطريس بوحدة المملكة المغربية من شمالها إلى جنوبها، موضحا أن الطريس أكد بأن "المغرب وحدة لا تتجزأ، ولا يوجد فينا من يسمح لنفسه بالموافقة على أي نوع من أنواع التجزئة (…) أسمى مطامحنا أن نرى المغرب موحدا تحت زعيم الكفاح التحرري السلطان محمد الخامس". وقال إن الطريس كان "صادق اليقين في سعيه للوحدة مع كافة القوى الحية لبناء المغرب المستقل"، مذكرا بأن المحتفى به آمن بالعمل الوحدوي عقيدة وسلوكا وضرب المثل في نكران الذات والتضحية، خاصة حينما قرر بمعية إخوانه في حزب الإصلاح الوطني الاندماج في حزب الاستقلال. وذكر بأن الطريس كان يؤمن بأن الكفاح من أجل الاستقلال مرتبط ارتباطا عضويا بالمطالبة بإقامة ملكية دستورية تضمن الحرية الفردية والجماعية وتصان فيها كرامة المواطن في ظل ديموقراطية حقيقة. واعتبر أنه على خطى الزعيم الوحدوي، واصل حزب الاستقلال بكل تفان وإخلاص نضاله المستميت من أجل الدفاع عن الثوابت والمقدسات، إلى جانب باقي القوى الوطنية، مدافعا عن وحدة الأمة وتماسكها، مبرزا جهود تحصين الهوية المغربية ضد كل الأفكار والدعوات والتوجهات والنزعات التي من شأنها تهديد الوحدة الوطنية وإحداث شرخ داخل المجتمع، والدعوة إلى تدبير التعددية اللغوية والحفاظ على الثوابت الجامعة للأمة المغربية. من جهة أخرى، أشار إلى أن حزب الاستقلال يواصل تجنده الدائم وراء جلالة الملك للدفاع عن القضية الوطنية من خلال حضوره النشيط والفاعل على المستويين الوطني والدولي، داعيا إلى إعطاء الصدارة للأقاليم الجنوبية في تنزيل الجهوية المتقدمة، التي تعتبر لبنة قوية لتعزيز بناء الصرح الديموقراطي الذي يحرص جلالة الملك على ترسيخه، ولكونها رافعة تنموية ستساهم في تحقيق الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي وتقليص الفوارق بين الجهات وداخل الجهات. انسجاما مع هذا التوجه، أكد السيد بركة على انخراط الحزب في النفس الإصلاحي الجديد الذي طبقه جلالة الملك في تجاوب مع انتظارات المواطنين من خلال دعوة جلالته إلى إرساء نموذج تنموي جديد يضمن العدالة وتكافؤ الفرص للجميع، وبلورة سياسة عمومية مندمجة للشباب. من جانبه، اعتبر ابن المحتفى به، السيد محمد الطريس، أن هذا التكريم هو بمثابة تكريم للمبادئ التي دافع عنها عبد الخالق الطريس، وفي مقدمتها الدفاع عن العرش العلوي المجيد والوحدة الترابية وإقامة مغرب حديث تعم فيه الديموقراطية وحقوق الإنسان. شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة) * انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) * مرتبط