بعد “الفضيحة” التي شهدها المركز الاستشفائي الجامعة محمد السادس بمراكش بانتشار عدوى السل في صفوف عدد من العاملين به، قرر مكتب مجلس جماعة مراكش دعوة كل من المدير الإقليمي للصحة بمراكش ومدير المركز الاستشفائي الجامعي إلى حضور أشغال دورة أكتوبر لمجلس جماعة مراكش. وحسب برنامج الدورة الذي حصلت جريدة “العمق” على نسخة منه، فقد تمت برمجة نقطة خلال أشغال الجلسة الثالثة من الدورة تتعلق ب”إطلاع ومناقشة المجلس الجماعي لمدينة مراكش لوضعية القطاع الصحي بالمدينة”، وأكدت الوثيقة ذاتها توجيه الدعوة للمسؤوليين الصحيين للحضور بالجلسة التي ينتظر أن تنعقد منتصف الشهر الجاري. ووجه المستشار الجماعي بمدينة مراكش إبراهيم بوحنش، مطلع شهر شتنبر الماضي، رسالة إلى عمدة المدينة محمد العربي بلقايد يطالبه بإدراج قضية انتشار عدوى السل بمستعجلات مستشفى الرازي التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس في برنامج دورة المجلس الجماعي لشهر أكتوبر. وأكد المستشار الجماعي في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنه قدم طلبا بإدراج الموضوع المذكور إلى جانب نقاط أخرى في برنامج دورة المجلس بناء على على المادة 40 من من القانون التنظيمي للجماعات والمادة 9 من النظام الداخلي للمجلس الجماعي لمدينة مراكش. وطالب بوحنش عمدة مدينة مراكش بإطلاع المجلس والتداول في الوضعية الوبائية لداء السل بالمدينة ومحيطها، مع استدعاء المدير الجهوي للصحة بجهة مراكشآسفي. وكانت جريدة "العمق" سباقة إلى فضح إصابة مجموعة من العاملين بمستشفى الرازي بمراكش بعدوى السل، في ظل تكتم شديد من طرف إدارة المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس حول الموضوع. وكشفت جريدة “العمق” في خبر حصري، ارتفاع حصيلة المصابين بعدوى مرض السل بقسم المستعجلات بمستشفى الرازي إلى11 شخصا من العاملين والمتدربين بالمستشفى، فيما مازالت الحصيلة مرشحة للارتفاع، خاصة بعد عودة طلبة كلية الطب وعدد من الأطباء من العطلة الصيفية. وحسب مصادر جريدة "العمق"، فقد ارتفعت عدد الأطباء الداخلين المصابين من اثنين إلى أربعة أطباء، كما يوجد بين ضحايا العدوى طالبة بكلية الطب والصيدلة، وممرضين اثنين أحدهما يشتغل منصب رئيس الممرضين بقسم المستعجلات، إضافة إلى 4 عاملين آخرين. وأرجعت مصادر جريدة "العمق" السبب الرئيسي لانتشار العدوى في المستعجلات التي لم يمض على تدشينها وإنطلاق العمل بها سوى ثلاث سنوات إلى غياب نوافذ التهوية وعدم مطابقة البناية لشروط السلامة الصحية التي يجب أن تتوفر في المؤسسات الصحية. وفي هذا السياق، سبق للجامعة الوطنية للصحة بجهة مراكشآسفي المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، أن حذرت في أكثر من مناسبة، من عدم احترام مستعجلات مستشفى ابن طفيل ومستشفى الرازي لمعايير الصحة والسلامة مما يشكل خطرا على صحة المرضى والعاملات والعاملين ويساهم بشكل مباشر في انتشار العدوى والأمراض. ودعت النقابة المذكورة في بيان توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، إلى إحداث لجنة علمية وتقنية لمعرفة مدى ملائمة مستعجلات مستشفى ابن طفيل ومستشفى الرازي للمعايير الوطنية والدولية، ومدى احترامها لمعايير الصحة والسلامة بالنسبة للمرضى، وكذا بالنسبة للعاملين والعاملات.