تحتفي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم بالذكرى 28 لانطلاقتها، التي تزامنت مع انطلاقة الانتفاضة الأولى "انتفاضة المساجد" في 14 دجنبر 1984، واختارت الحركة لذكرها هذه السنة شعار "القدس على مرمى حجر"، مجددة تأكيدها على عدم الاعتراف ب "إسرائيل" وتمسكها بتحرير كل الأراضي الفلسطينة من النهر إلى البحر. وأكدت "حماس" في بيان لها بمناسبة الذكرى، اطلعت "العمق المغربي" عليه، على أن جوهر صراعها مع الاحتلال الصهيوني هي القدس التي "تستمد قداستها من مكانتها الدينية في عقيدتنا، ثم من قداسة دم الشهداء من الرجال والنساء والأطفال التي سالت من أجلها"، مشددة أنها لن تساوم "على شبر منها، ولا على ذرة تراب من مقدساتها". وأضافت أن الشعب الفلسطيني "في كل أماكن تواجده هو الأحق بأرضه وخيراته"، وأن "العودة حق مقدس على المستوى الفردي والجماعي"، مؤكدة على تبنيها الكامل لملف الأسرى في سجون الاحتلال واعتبرت أنهم "جرح دائم في قلوبنا، لن يداويه إلا أن نراهم أحرارا بيننا، كما تحرر إخوانهم وأخواتهم في صفقة وفاء الأحرار، وهذا عهد في رقابنا". هذا، وعبرت الحركة في بيانها عن فخرها "بالدور الذي أدته في "مشروع تحرير فلسطين"، وشددت أنها "أعادت للمقاومة بكل أشكالها بما فيها المسلحة الاعتبار، بعد أن غادرت السلطة بمنظمة التحرير ساحات القتال إلى ساحات المفاوضات العقيمة والتنسيق الأمني البغيض". ودعت الحركة المتزعمة للمقاومة المسلحة ضد الاحتلال الصهيوني، من أسمتهم "شرفاء الأمة" إلى المساهمة في "تحرير فلسطين وكنس الاحتلال من أرضنا ومقدساتنا"، كما أكدت استمرارها في تبني خيار المقاومة وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وقالت: "وستظل حماس في مقدمة المحررين لا توجه سلاحها إلا إلى صدر عدوها". مسيرة حاشدة والزهار يتوعد ونظمت حركة حماس صباح اليوم بقطاع غزة مسيرة حاشدة ومهرجانا خطابيا حضره الآلاف، شارك فيه عدد من قيادات الحركة بالقطاع، على رأسهم إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، ومحمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس. وتوعد الزهار في كلمة له بالمهرجان الخطابي، الاحتلال الصهيوني بمزيد من الهزائم وأن حركته لن تدخل معه في أي صفقة ثانية لتبادل الأسرى، إلا بعد أن يفرج عن الأسرى الذين أعيد اعتقالهم بعد صفة "الوفاء للأحرار"، وشدد على أن "جرائم الاحتلال لن تمر والمقاومة ستغطي كل مساحة فلسطين". وقال الزهار " نحن قادمون لكم بكتائب القسام والمقاومة ستبقى مشرعة بندقيتها وتسخر كل جهودها من أجل تحرير كل فسطين"، وأضاف "إننا نذكر العدو الإسرائيلي الذي يعرف من هي حماس ومن هم قادتها ومن هم قادة القسام، ونقول له اليوم نغزوكم ولا تغزونا، ووعد الآخرة مصيركم المحتوم". إلى ذلك، طالب المتحدث جميع فصائل المقاومة إلى توحيد جهودها "في كل مكان"، واعتبر أن انتفاضة القدس "تحمل رسالة واحدة للعدو الإسرائيلي أنه لا مكان له على أرض فلسطين، وهي تكرر نفسها في غزة والضفة والقدس ويجسدها الأبطال بالحجارة والسكاكين"، كما ندد بصمت "دول العالم على الإرهاب الإسرائيلي الذي لا يميز بين المقاتل من أجل الحرية ومن يقتل الأطفال والنساء". حماس أضفت بصمة مميزة للمقاومة من جهته اعتبر خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن حركته أضفت بصمة مميزة على المقاومة الفلسطينية، وأكد أن التطور الذي تشهده المقاومة يجعل فكرة التحرير قريبة رغم التحديات، لافتاً إلى أن ما أضافته حماس مع باقي الفصائل "يقربنا أكثر إلى القدس والتحرير". وأوضح مشعل، في مقابلة خاصة مع الموقع الإلكتروني الرسمي لحركة حماس، بأن حركة حماس قدمت نموذجاً يحتذى به وأصبحت ملهمة لشعوب الأمة في التضحية والنضال والثبات وأنها جمعت بين المقاومة والسياسة وبين المرونة والثبات، مشيراً إلى أن حماس قدمت خلطة جميلة متوازنة. وأكد المطلوب الأول لدى سلطات الاحتلال والتي فشلت في اغتياله في عملية "اقتلوه بصمت"، على أن حركة حماس قطعت شوطاً كبيراً في مسيرة النضال الفلسطيني وفي إنجاز المشروع الوطني وفي مسيرة التحرير والانعتاق من الاحتلال الصهيوني. بعد 28 سنة.. المقاومة تردع الاحتلال في يوم 14 دجنبر 1984 الذي يتزامن مع اندلاع شرارة الانتفاضة الأولى، والتي شكلت منعطفا بالغ الأهمية في مقاومة الفلسطينيين للاحتلال الصهويني، تم الإعلان على البيان الأول لحركة المقاومة الإسلامية المعروفة اختصارا ب "حماس"، والتي أسسها الشيخ الشهيد أحمد ياسين. وكانت الحركة قبل هذا التاريخ، تنشط في العمل التربوي والدعوي إذ كانت فرعا لجماعة الإخوان المسلمين المصرية بفلسطين، فجاءت يومها لتشكل رافعة لانتفاضة الحجارة ووقوداً لاشتعالها وتطورها وكسراً لرهان القريب والبعيد الذين ظنوا أن شعبنا قد ألف الخنوع أو رضي بالذلة والمهانة، فامتدت إلى كل ربوع فلسطين وكانت البداية بالحجر والمولوتوف ثم السكين وصولاً إلى الرصاص والعبوات. وأطلقت الحركة منتصف سنة 1991 اسم "كتائب الشهيد عز الدين القسام" على جناحها العسكري، مطلقة بذلك مرحلة جديدة في المقاومة المنظمة وتطوير آلياتها، وانطلقت بعد ذلك في تصنيع سلاحها بأيدي مجاهديها واجترحت الوسائل المبدعة في مقاومة المحتل. وتقول الكتائب في مدح مسارها على موقعها الرسمي بمناسبة الذكرى 28 للانطلاقة، "ثم كان الصمود والانتصار والإبداع في معارك مفصلية فمن أسر شاليط وجولة المواجهة حينها إلى الفرقان ثم حجارة السجيل وصولاً إلى العصف المأكول، ولا زالت قادرةً بفضل الله على تلقين المحتل الدروس القاسية والدفاع عن شعبنا وأرضنا إن أقدم العدو على أي حماقة".