إن المتتبع لملف الأطر التربوية تحمر عيناه من كثرة الدماء المسفوكة لمدة ثمانية أشهر من المجازر العنيفة؛ و لعل تتويج هذه المجازر المرتكبة في حق هؤلاء الأطر الأبرياء، هو ما ارتكبته زراويط الأمن/القمع صبيحة يوم السبت 3 دجنبر بجامع الفنا بمراكش، و ذلك إثر تدخلها على الساعة 01h30 لفض معتصم الأطر التربوبة بالقوة و العنف. معتصم انخرطت فيه الأطر التربوية و بشكل مسؤول لأكثر من شهر، رغم برد مراكش و صقيعه الجارح، و رغم أمطاره الغزيرة التي جعلتهم يحتمون بالميكة الرحيمة رغبة في الدفئ، و رغم مشكل المرحاض لقضاء الحاجة ، و رغم كونها قاست الجوع التشويش المخزني على معتصمها...و تتعدد المشاكل و التحديات. بصراحة صريحة : معاناة حقيقية لا تستطيع الكلمات التعبير عنها، لأن وصفها كاملة يقتضي عيشها... نعم لقد أسفر التدخل الليلي عن إصابات كثيرة دامية: كسور، شق للرؤوس، لكم العيون و محاولات فقئها، تكسير الأنوف،.... كلها أفعال فظيعة جعلت الدماء تصرخ خارج الأجساد الطاهرة للأطر التربوي ذكورا و إناثا. لم يكن بالتدخل أدنى ذرة من الشفقة على حال هؤلاء الأطر الأبية، بل بالعكس تم التعدي عليهم و مصادرة أمتعتهم و أفرشتهم و هوواتفهم و حواسيبهم، بل و شواهدهم الأصلية التي كانت بمحافظهم، ليتم ترحيلها بشاحنات النظافة... ضرب مميت، سب و قذف في الأعراض، سحل و كل ما لا يخطر على بال أحد. و قد تلا ذلك محاصرة مسيرة الأطر يوم الأحد، ثم ارتكاب العنف في حقهم من جديد يوم الإثنين أثناء وقفتهم،ط و تظاهرهم السلمي، ليستمر بذلك مسلسل السلخ و السحل و الضرب المميت في حق هؤلاء الأطر بجيوش مجيشة من السيمي و المخازنية، وسط ساحة جامع الفنا...و هو المنظر الذي أثار استياءا عارم لدى الساكنة المراكشية التي استنكرت هذه الأفعال المخزنية التي لا توحي إلا بتلك الأطروحة التي قالها أدونيس يوما : "أن العرب لازالوا لم يستطيعوا #تصور دولة ". هنا نسأل استنكارا : لماذا تحول حلم الأطر في التدريس إلى واقع "للتهريس"؟، نعم لماذا تحول الحق في مغرب 2016، مغرب الخيار الديمقراطي إلى حلم و متمنى بعيد عن مكنة من وهب زهرة شبابه حبا في التعليم و التربية؟ أليس من حق خريج المدرسة العليا للأساتذة أن يشتغل في منصب هيئ له و تكون من أجله و تأهل، علما أنه قد صرفت عليه أموال طائلة من أموال الشعب ليدرس أبناء هذا الشعب؟ لماذا تترك الدولة هؤلاء الخريجين(وهي محتاجة إليهم) تحت قسوة السيمي و المخازنية يهلكون أجسادهم النحيفة عوض تشغيلهم و هم قلة، علما أن بإمكانها إدماجهم بسهولة؟ لماذا تذهب أموال الشعب المرصودة لتكوين هؤلاء الأساتذة الموعودين بالإدماج هباءا، بدل استفادة أبناء هذا الشعب من هؤلاء الأطر المؤهلين نظريا و ميدانيا، علما أن الخصاص كارثي من حيث عدد الأساتذة؟. لماذا بدل إجابة الدولة بصدر رحب على هذه الأسئلة الواقعية، اعتمدت لغة الضرب و العنف المميت الذي كان آخر ضحاياه #الإطار_حسناء، التي تم كسر رأسها بعد أن كشفت الفحوصات الطبية ذلك بأشعة #الراديو ؟. ما غاية الدولة من تحطيم أجساد الأبرياء؟؟؟؟؟. بعد لمياء الأساتذة المتدرببن التي صار جمالها في خطر، ماهو جواب المسؤولين لو حدث نزيف داخلي برأس الأستاذة حسناء فسبب لها شلل أعضائها؟. هنا نستغرب: ماذنب الأستاذة حسناء حتى تكسر رأسها بهذه الطريقة البدائية ؟. هل في الوقت الذي تفكر فيه فرنسا في جعل أستاذين داخل كل قسم لرفع منسوب الجودة بتعليمها نكسر نحن رؤوس الأساتذة و نفقأ أعينهم و نهشم أنوفهم بالمخازنية و السيمي؟ ما نصيبنا من الأنوار في هذا المغرب "المعاصر"؟. لهذا و لغيره من الأسئلة الواقعية و الموضوعية حق لنا أن نجزم: أننا لسنا في مغرب" المعاصرة" بقدر ما نعيش اليوم بمغرب "المحاصرة".