ليلة شابّ فيها الغراب بقلم اطار تربوي هاشم علوي في تلك الليلة، شاب الغراب و ابيض ريشه لهول ما رأت عيناه، شاب لشناعة ما حدث لأطر البرنامج الحكومي 10.000 إطار تربوي في مجزرة مراكش، و تحديدا بمعتصم الموت بجامع الفنا... . تدخل وحشي/ ارهابي ، بطله ترسانة هائلة لا تعد و لا تحصى من أفراد السيمي و البوليس و المخازنية و ما لم نره من قبل و ما لا نعلمه من درجاتهم و رتبهم ، من أعلاهم إلى أسفلهم، المهم أنه كان عددا كبيرا جدا، تعددت ألوان بذلاتهم، و اختلفت أحجامهم و تشكيلاتهم. لقد أتوا بهذا الكم المرعب لفض معتصم الأطر التربوية المحتمين بالميكة من برد مراكش، المطالبين بحقهم العادل و المشروع، حقهم الطبيعي المولود معهم، و الذي ألا هو الادماج المبني على الاستحقاق في الوظيفة العمومية، و هذا حق لا يخرج "#الحق_في_التمتع_بالحق_في_خدمة_هذا_الوطن". لن تتصوروا قمة الإرهاب النفسي، و قمة العنف الجسدي/المادي الذي تعرضت له الأطر في هاته الليلة على الساعة الواحدة و النصف من صبيحة يوم السبت 3 دجنبر 2016 !. لقد رافقت هذا "الأسطول البري" شاحنات عمال النظافة، لتنظيف المكان من الأطر، لكأنهم صاروا أذرانا و أوساخا يتبرأ منها المكان. خوف، هول، ارهاب و ترهيب... و ما لا يخطر على بالكم من مشاعر الخوف و الرعب... الساعة الآن تشير الى 01h30،،، هنا و بهذه اللحظة، تم التدخل والتعدي بالضرب المميت على الأطر ذكورا و إناثا، بدون رحمة و لا شفقة،،، وهم مندسون/تحت أغطيتهم، تحت الميكا الرحيمة، تحت رحمة السماء... و لك أن تتخيل الآن حجم الآلام : و بينما الأطر نائم معظمهم، بدأت مجموعة "بوزرواطة" الذي لا يعرف إلا لغة ما بيده(الزرواطة)، بدأت في تحطيم الرؤوس و الأبدان، تحطيما أتى على أصحاء البصر و العميان، بقلب هذا الليل، من دون رحمة و لا شفقة، ضرب و سحل، سب و قذف لأعراض الأطر و لأعراض أمهاتهم و آبائهم... مشاهد مؤثرة لا يمكن لهذه الأحرف البسيطة أن تقولها، لأن ما يعاش لا يستطاع أن يقال،،، اقتلعوا كل ما كان بالمكان، اقتلعوه، بعنف لا يوصف، و نحمد الله لأنهم لم يقتلعوا الأرض من تحتنا، و لو كان بمكنتهم خسف الارض من لفعلوا حتى يرتاح ضميرهم الكريه، انهم يفعلون ذلك بنشوة يفعلون و هم فاكهون . فئة منهم تكفلت بجمع المكان و مسحه، و الطائفة الأكبر تكلفت بأجساد الأطر لهلكها ضربا، حطمت به الرؤوس و الجماجم ،و هشمت به الأنوف، ضرب ازرقت به العيون، و تكسرت به العظام... ضرب شنيع ملأ المشتفى من كثرة الإصابات البليغة. لقد صادرت قوات القمع أمتعة الأطر و أفرشتهم و أغطيتهم، وحواسيبهم و حقائبهم التي بها نقودهم، ملابسهم ووو...و الأفظع من تدخل "هولاكو/الترسانة، هو أن من الأطر من تم ترحيل شواهده الدراسية الأصلية بشاحنات النظافة(شاحنات الزبل لطحنها كما تم طحن الشهيد )، مشاهد و أخرى لن تتخيلها، و لن يتحملها حتى الخيال، لأن الخيال لن يستطيع تخيل حجم الرعب الذي بثه "الأسطول البري" اسطول *بوزرواطة* في الأطر التربوية. لكن حاول معي أن تتأمل هذا المشهد التالي: أستاذ و الدم يسيل من جسده و هو يرتعد بردا، أستاذ و العصا تنهال على رأسه (و أنت تسمع صوت وقع العصا على رأسه)، دون رحمة، مشهد وقع العصا على وجهه بلا شفقة، زرواطة تنهال على عين أستاذ، حذاء البوليسي و هو يطأ يد أستاذ آخر بعد أن سقط أرضا، و لك الآن أن تتأمل الأشنع من هذا:"ان تشاهد الزرواطة وهي تدس في مؤخرة أستاذ و أستاذة وهي المنحدرة لحمل هاتفها الذي ألقي أرضا *وأعتذر عن هذا الوصف*....نعم يا من تقرأ، قمة اللاأنسانية، و قمة الإنحدار الأخلاقي، و قد رافقت هذه الأفعال الخسيسة جمل السب و القذف من قبيل :"سيري تغسلي الماعن يا لقح...... (ما يفيد معنى العاهرة)، سير يا ولد الق... الله ينعل الز.... دبوك.. سيروا تق.. نتوما بزاف على دين أمكم تقريو ولادنا....و هلم جرا : أمطار غزيرة من السباب الذي لا يليق برجل أمن يحترم نفسه، و هذا ما يعكس ذهنية معظم هؤلاء و حجم التربية القانونية التي يتحلون بها. هل تعلمون ! لقد كانت رائحة الخمر تنبعث من أفواه كبارهم. و بعد فعلتهم الشنعاء : قالوا أنهم وجدوا قنينات الخمر، و العوازل الطبية بالمعتصم، و نسوا أنهم يتكلمون عن معتصم بساحة عمومية، و تحت كاميرات ثلاثية الأبعاد مبثوثة فوق المعتصم، مشكلتهم أنهم يظنون أننا بلداء!!! هل تعلم ايها القارئ أن منهم من ادعى أنه الله، و قال أنه من سيدخل الناس الى الجنة و النار!!!!!! هذا واحد من كبار البوليس من تقرأ هذا المقال، قال عن نفسه أنه الكبير سبحانه و تعالى، فاتضح بجلاء أنه يعاني من la megalonomie أي "جنون العظمة"، و نسي الرجل أن السلطة هي" السعادة بمساعدة الشعب" لا الاستبداد به... و نسي أنه سيموت يوما وهو يستعمل حفاظات الأطفال الصغار(ليكوش). و بعد هذا الذي قرأتم، و غيره الذي لا تكفيه الحروف لأنها تلهث في مرتفعات مأساتنا، تم تسريح الأطر المساكين بنجاح، في جوف تلك الليلة، بعيدا عن بيتهم/معتصمهم، فطوقوا مداخل ساحة جامع الفنا، حسرة كبيرة و وهم يبتعدون عن المعتصم/البيت الذي يقيهم برد الليالي القارس منذ مدة طويلة، ليالي مراكش حيث ثلوج أوكيمدن غير بعيدة. تشريد رأيناه بأم أعيننا، فبعد المأوى صرنا بلا مأوى، بدون شيء من المعنى، أصبحنا في درجة الصفر من المعنى : بلا توجه ، بلا عنوان... . نعم تم تشتيتنا في جوف هذا الليل بنجاح، بقوة فرعونية؛ صحيح و نعم ، كان صمودنا أسطوريا، و نفتخر به ، لم ننهزم، لأنه طبيعي أن النملة لا يمكن أن تصارع قطارا. بعد هذا المنظر الشنيع الذي لن تقو الحروف على وصفه، هناك قصة أخرى أشد شناعة، سيأتي الوقت و الفرصة لسردها لكم. المهم أن نذكر من قمعونا: """ نحن نحل، و هم ذباب،" و "هيهات للذباب أن يتعلم صناعة العسل."