لم يجف حبر القرار الاممي بعد حتى استبشرنا خيرا في الصحراء بانتهاء عصر المقاربة الأمنية التي اعتمدتها الدولة ضد كل تجمع للصحراويين حتى أصبنا بانتكاسة اعتبرناها كذبة أبريل لهذه السنة فتحولت المقاربة الأمنية لمقاربة وحشية والشرطة التي تعد باعثا للامان صارت باعثا على الشعور بالرعب والترهيب وكأن المخزن لم يستوعب بعد الدرس الحقوقي الذي ألقاه أساتذة الحقوق بالبيت الأبيض وبدل تلميع الصورة داخليا وتحصين الجبهة الداخلية تحطم الكثير مع نهاية أسبوع ساخن تابعه العالم في الصحراء.والغريب في الأمر أن كتابتي لهذه الأسطر تزامن مع حادثة عجيبة كان مسرحها حي أم التونسي الشهير بالداخلة وواقعها أن سيارة تابعة للشرطة صدمت سيارة أخرى تابعة للقوات المساعدة بعد مطاردة ماراطونية لشبان صحراويين ينادون بتقرير المصير .والعجيب في الأمر أن سيارة الشرطة فرت بجلدها في موقف غريب أمام جموع الناظرين لعل بعض هواة التحليل من من إلتقيتهم أرجع السبب لتلفيق التهم "اسبوها فتركتنا لكانوا تابعين" كما يقول.ووسط جمع غفير من أصحاب الفضول عج منهم المكان فبات الزمان مهيئا لكل احتقان وبعد لحظات وقع ما لم يكن في الحسبان فبدأت تشكيلات الأمن في ضرب كل إنسان حتى أن حرمة النساء والشيوخ والأطفال لم يعد لها احترام و"الزرواطة" طالت الجميع دون إستأذان,وما أثار انتباهي هو ذلك الشرطي الذي تلاسن مع سيدة من عموم الصحراويين فوصفها بأشنع النعوت وقال أنها ذبابة يجب أن تموت وقال أن "صحراوى" نجس يجب حرقهم بالمازوت.ووسط القمع والجبروت لم يتم إمهال من تسمر للمشاهدة ومن جاء به استطلاع الخبر .فالسؤال الذي يطرح هل المراجعة التوجيهية لواشنطن لم تفد المغرب؟ أم أن الشرح يحتاج التفصيل؟ ولكون المقاربة الأمنية بها شر مستتر والإبقاء عليها سيكثر المحاضر وتفيض بسببه جل المخافر وأن الإستفزاز الذي وقع اليوم إذا تكرر سيؤجج المشاعر عندها الأحقاد ستبلغ الحناجر. فالصحراوي همه عيشه وجل أهله من العشائر سقوا أرضهم بدمائهم ودفعوا فيها الغالي والنفيس لكي لا يأتي زمان تصبح فيها الصحراء سجينة وتصبح أنفاسهم دفينة وتلفق تهمة الانفصال لهم وتتم مطاردة صغارهم و اهانة نسائهم بتلك الطريقة المشينة . .فنحن في عصر الإعلام وقوة الكلمة باتت أقوى دويا من أجيج الرصاص والحلول الأمنية لم تعد تنفع في عصر الفصول العربية لذلك فبالنظر للسنوات السابقة التي كانت تعم فيها السكينة فإن الحلول الأمنية لم تكن بهذه الحدة لأن الدولة صبت جل إمكاناتها الإقتصادية في الصحراء وبات أغلب الصحراويين في كنف الرفاه لسنوات طويلة سرعان ما تغير هذا الواقع الإجتماعي والإقتصادي الى الأسوء وبدأت سياسة العصا دون الجزرة تلوح في الأفق لتربط الدولة كل ماهو إجتماعي وإقتصادي بالسياسي ولتصنع حربا ضد كل الصحراويين بما فيهم الطبقة النيبالية التي لا هم لها بالسياسة ودهاليسها.