دعت حركة التوحيد والإصلاح أعضاءها ومتعاطفيها بمدينة فاس، إلى عدم المشاركة في أي تظاهرات أو احتجاجات متعلقة بإيقاف الخطيب محمد أبياط، معتبرة أن مشاركة أي عضو في الاحتجاجات "يعتبر خروجا منه عن نهج الحركة وتوجهاتها". واعتبر المكتب المسير للحركة بفاس، في بلاغ موقع من طرف مسؤول الحركة بفاس الشاهد الوزاني، أن الاحتجاجات التي عرفها مسجد يوسف بن تاشفين في صلاة الجمعة الماضية، على خلفية توقيف وزارة الأوقاف للخطيب محمد أبياط، هي "أحداث مؤسفة". وأوضح بلاغ حقيقة نشره الموقع الرسمي للحركة، أنه لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد في الأحداث التي عرفها مسجد يوسف بن تاشفين بفاس، جراء تعطيل صلاة الجمعة احتجاجا على توقيف خطيب المسجد، متهمة وسائل إعلام بمحاولة إقحام إسم "حركة التوحيد والإصلاح" في هذه الأحداث. واعتبر نائب رئيس الحركة، أوس الرمال، أن حركته هي حركة مسؤولة تعتبر المساجد هي "بيوت الله" المخصصة للعبادة، وترى فيها الفضاء الذي يجب أن يوفر لكل مواطن مغربي الطمانينة والسكينة والأجواء المواتية المساعدة على التعبد والتقرب إلى الله تعالى بعيدا عن كل المشوشات والمنغصات، حسب قوله. وأضاف في بلاغ له نُشر على الموقع الرسمي للحركة، أن "المكتب التنفيذي يذكر أعضاء الحركة بالتوجيهات السابقة التي ما فتئ ينبه عليها في مناسبات متعددة، ويجدد الدعوة لهيئات الحركة وأعضائها إلى الامتناع الكلي عن تنظيم وقفات أمام المساجد، سواء كان موضوعها متعلقا بقضية محلية أو وطنية أو قضايا الأمة، لأن تنظيم أمثال هذه الوقفات وغيرها من المسيرات والمهرجانات أمر ممكن في فضاءات وأماكن أخرى في إطار القوانين الجاري بها العمل". الرمال شدد على "نهج حركة التوحيد والإصلاح في النأي بالمساجد عن التنافس السياسي والصراع الحزبي، ومن ذلك القرارات والمواقف التي اتخذتها بخصوص عدم ترشيح الخطباء والوعاظ للانتخابات صيانة لدورهم الإرشادي والتوجيهي الجامع والشامل". وتابع في البلاغ ذاته: "حركة التوحيد والإصلاح نعتبر كل زج بالمساجد في أي شكل من أشكال الاحتجاج تصرّف غير مسؤول لا يمكن أن يأتي إلاّ بنتائج سلبية على حرمة بيوت الله من جهة وعلى تديّن المواطنين بشكل عامّ، وتبقى المسؤولية في مثل هذه التّصرّفات على مرتكبيها ومقترفيها". بلاغ الحركة لقي انتقادات من طرف بعض أعضائها في فاس، معتبرين أن قيادة حركتهم لم تتفاعل بالشكل المطلوب مع إيقاف واحد من كبار علماء فاس، على حد قولهم، فيما وصف بعضهم دعوة الحركة لعدم الاحتجاج بأنه "وصمة عار". وكان المئات من المصلين بمسجد سوسف بن تاشفين بمدينة فاس، قد نظموا وقفة احتجاجية ضد المسجد، بعد قرار سابق لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية يقضي توقيف إمام المسجد الدكتور محمد أبياط عن إلقاء خطبة الجمعة بالمسجد المذكور. ورفع المحتجون شعارات تندد بتوقيف الأمام الذي سبق للملك محمد السادس أن صلى خلفه في وقت سابق، مطالبين بإعادة الإمام إلى المنبر مرددين شعار "لا خطبة بدون أبياط"، فيما ساد على مواقع التواصل الاجتماعي غضب بسبب قرار الوزارة.