أيها الشعب المغربي الأبي، ها قد حان الوقت الذي ستتسخ فيه أزقة مدننا بأوراق تحمل رموز الأحزاب وصور المنتخبين، تضم كلاما يخبرونكم فيه إنهم تذكروكم، وأرادوا التخفيف من معاناتكم، فأتوا ببرنامج انتخابي يتوفر على وعود تخرجكم من ظلمات الفقر وتزج بكم في نور الغنى، وحياة الرخاء، ستظهر السنبلة وتتفتح، وتشرق الوردة وتزهر، وينير المصباح دروبكم، ويحمل الميزان همومكم، فتحصد العربة جل أحلامكم وأمانيكم، ويرفع لها شارة الإعجاب عاليا، فتسقط الحمامة من على غصن زيتون تحركونه فوق أيديكم، رافعين به السلم والسلام من خبثهم، فلا حاجة لتستغربوا كثيرا، فهذه آخر أيامهم قبل اختفاء يطول لخمس سنوات، فاتركوا لهم الفرصة ليحدثوكم ويقتربوا منكم وعيشوا دقائقهم... يوم الاقتراع، وأنت لوحدك أيها المغربي في غرفة ضيقة تحدد مصير بلدك: - لا تنسَ أن لك أبناء يهشون عليهم كالأغنام في العاصمة الرباط، تحمل أجسادهم مالا تقوى عليه، لقد حرقوا نسخ شواهدهم ويجوبون الشوراع مطالبين بحقوقهم. - أيها المغربي تفقد جيبك آنذاك وكم فيه من الدراهم، أقد تلبي طلب زوجتك الذي تنتظر قدومك من الخارج ؟ فلا تخدعها ... - أيها المغربي وأنت تحمل قلما لتضع علامة فوق الرمز، تأمل جيدا، وتذكر أنّ لك ابنا مات غرقا في البحر يبحث عن وطنه. - أيها المغربي وأنت تقترب من رمز لتضع فيه خطا لرؤيتك فيه الصلاح، لا تنسَ أنه سيصبح بجانبك جار مثلي، يستدعي رفاقه بدعوى الحرية. - أيها المغربي وأنت تغير الوجهة لرمز آخر، لا يغِبْ عنك أنك فقير منذ سنوات، ليس البارحة أو اليوم. أيها المغربي وأنت تضجر وتقرر أن تخرج غاضبا غير مصوت، لا تنسَ أن التغيير لوحده مستحيل، فبك سيحصل ذلك - أيها المغربي إياك أن تنخدع بشكل الرموز، فأنا لا أدعوك لمقاطعة الانتخابات، وإنما أريد أن أتركك لضميرك يحاكمك، فهنيئا لك بقاض من داخلك.