انتقد رئيس حركة التوحيد والإصلاح عبد الرحيم شيخي اتهامات وجهها كاتبان لحركته، استضافتهما "حركة اليقظة" وجريدة "الأحداث المغربية" في ندوة الأربعاء الماضي، واعتبر تلك الاتهامات عارية من الصحة ويعوز أصحابها الأدلة والحجج. الندوة أطرها عمر العمري، صاحب رواية "كنت إسلاميا.. عندما يتماهى الخيال مع الواقع"، ولحسن كرام، مؤلف كتاب "الذئاب الملتحية.. الخديعة الكبرى". وقال شيخي، في حديث لجريدة "العمق المغربي"، معلقا على ما ورد في الندوة "إن تلك الاتهامات ليس لها أساس من قبيل (الحركة خطر على الأمة)"، مشددا على أن الحركة "خير ورحمة على المغرب والأمة الإسلامية بمنهجها الوسطي المعتدل الذي يؤطر الشباب ليصبح صالحا ويدفعه ذاتيا للقيام بواجبه في الإصلاح في المجتمع والإنتاج المفيد لوطنه" وأضاف المتحدث "لم يثبت عليها (حركة التوحيد والإصلاح) أن كانت سببا في أي تهديد أو أي مساس بالمصالح العليا للبلاد وللأمة الإسلامية"، واستطرد "تعتبر نفسها مساهمة في الجهود الإصلاحية إلى جانب عدد من المؤسسات بالمغرب وخارجه". وأكد رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن عمر العمري كان عضوا في الحركة وله به معرفة شخصية، "لكن بالنسبة لكرام، فإنه "لم يسبق لي أن التقيته وعندما سألت مسؤولي الحركة بالجهة التي يوجد بها أكدوا لي أنه لم يكن في يوم من الأيام عضوا بالحركة". وتابع "في بعض الأحيان تكون هناك تجارب خاصة بحيثياتها ويجنح الذين عاشوها انطلاقا منها للتعميم رغم أنها لا تعكس الحالة العامة للمؤسسة"، مشيرا إلى أن القرار في حركته "بالشورى الملزمة والمسؤولية بالانتخاب وهي حركة تعمل منذ عقود بشكل علني وبشكل شفاف سواء في انتخاباتها أو برامجها". وبخصوص وصف لحسن كرام لجلسات حركة التوحيد والإصلاح، ب"التأطير العسكري" و"حملة انتخابية ممتدة طيلة السنوات الخمس الأخيرة"، قال شيخي إن تأطير الحركة "توعوي تنويري بأمور الدين" مضيفا أنها "تقدم تأطيرا دينيا ومعرفة بالواقع بروح تجديدية مناسبة للعصر وللتحولات التي يعرفها العالم". وأشار رئيس الحركة إلى أن "المجالس التربوية مفتوحة لكل المغاربة على اختلافهم ويمكنهم الاطلاع على برامجها والاستفادة منها.. وهي تتعلق بالجانب المعرفي وبالقيم والأخلاق وعدد من المهارات التي يحتاجها الإنسان في حياته العامة". "أما موضوع العلاقة بحزب العدالة والتنمية"، يقول شيخي "فتجربتنا من التجارب الفريدة التي تحظى فيها كل مؤسسة بالاستقلالية فلا وصاية للحزب على الحركة والعكس صحيح ومن لديه أي دليل فليبسطه وإلا فالاتهام لا أساس له". واستدرك المتحدث أن هناك "تعاون وشراكة استراتيجية" بين الحركة والعدالة والتنمية "فنحن ندعمه في الانتخابات وهذا أمر لا نخفيه ونعتز أننا ساهمنا في تأسيسه". وقال "موضوع الدالات الثلاث الدعوة والدولة أو الدم .. هذه ثلاثية لا نعرفها ولم نتداولها يوما في حركتنا وهذه أول مرة أسمع بها"، مشيرا إلى أن "التبرء من العنف محسوم عندنا نظريا وممارسة وكل ذلك مبسوط في وثائق الحركة ومواقفها وسلوكها لعقود من الزمن دليل بين على نبذها للعنف". وشدد شيخي على أن التوحيد والإصلاح تعمل في إطار الوضوح والقانون "سواء في عملها التنظيمي أو الدعوي والتربوي والتكويني أو العلمي، وكذا في مختلف الفضاءات والمؤسسات التي يعمل بها أفرادها.. فهي دائما تشتغل في إطار القانون"، مضيفا أن "الحركة ترفض فكرة التسلل لأي مؤسسة، فهي مع الوضوح والشفافية وتعتمد الإقناع بأفكارها والدعوة إلى منهجها الإصلاحي والسعي لتمليكه لمن يرغب في ذلك سواء انخرط في الحركة أم لا. وبالنسبة للدولة فإن الحركة تعتبرها وسيلة من الوسائل التي يجب أن تأخذ حجمها الطبيعي وأن الغاية والمقصد العام لعمل الحركة هو التركيز على إقامة الدين". وانتقد رئيس حركة التوحيد والإصلاح دعوة منظمي الندوة لطرف دون آخر، متسائلا: "ألم يكن المجال يسع للسماع لوجهة النظر الأخرى.." مؤكدا على أن "الحركة منفتحة وترحب بكل من يريد من المتتبعين المنصفين والموضوعيين أن يطلع على تجربتها ويتعرف على مواقفها". يذكر أن الكاتبين وجها خلال الندوة سيلا من الاتهامات لحركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، إذ اعتبر عمر العمري الحركة "خطرا على الأمة والنظام وعلى الإسلام"، فيما اتهم لحسن كرام الإسلاميين بمحاولة "التسلل للمجتمع والدولة"، ناهيك عن اتهامات أخرى ثقيلة.