طالبت جمعية ائتلاف الكرامة لحقوق الإنسان ببني ملال، مندوبية التامك بمحاسبة المتورطين في جريمة اغتصاب السجين "حمزة جواد" الذي فر منذ أسابيع من المستشفى الجهوي ببني ملال وظهر على شريط فيديو يتهم فيه مدير سجن خنيفرة بتقديمه لثلاثة سجناء لاغتصابه، ليتم إلقاء القبض عليه بعد ذلك بمنزل أحد أقربائه ضواحي أزيلال. وكشفت جمعية ائتلاف الكرامة لحقوق الانسان ببني ملال، على أنه تم القبض على السجين "حمزة جواد" الفار من المستشفى الجهوي ببني ملال منذ عدة أسابيع، اليوم الأربعاء، بمنزل أحد أقاربه بجماعة بني عياط، إقليمأزيلال. وحملت الجمعية المذكورة في بلاغ لها على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، "إدارة السجن ببني ملال والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج المسؤولية الكاملة لما قد يقع للمعتقل حمزة من مس بحياته أو تعريضه لأي ضغوط للتنازل عن حقه في متابعة المتورطين في جرائم خطيرة ويمارسونها باسم الدولة المغربية". وتساءلت الجمعية ذاتها عن "مصير ملف السجين المغتصب حمزة جواد بعد أن تم اعتقاله، إثر كشفه تورط مدير سجن خنيفرة وعدة موظفين وسجناء خطيرين ومعروفين بإجرامهم على الصعيد الوطني والذي لم تتم متابعتهم لحد الساعة". وتابع بلاغ جمعية ائتلاف بالقول، "لماذا تتواطأ إدارة السجن ببني ملال عن عدم إخبار وكيل العام للملك بمطالبه وعن إضرابه؟، ولماذا لم تفتح النيابة العامة تحقيقا شاملا حول هذه القضية لتنوير الرأي العام الوطني حول هذا الملف مع إنصاف الضحية". وأضافت أن "المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج متهمة اليوم بجريمة نكراء تصمت ولا تتكلم إلا عن مجرم خطير قام بعدة سرقات وحكم وفر، ولم تتكلم عن بيع الأطفال والنساء السجينات بهذه المؤسسة وترويج المخدرات والمسكرات بكل حرية بتواطؤ موظفي السجن". ودعت جمعية ائتلاف الكرامة لحقوق الانسان بني ملال إلى "متابعة كل المتورطين في هذه الجريمة النكراء، كما تعتبر جرائم الاغتصاب وترويج المخدرات وبيع النساء داخل المؤسسات السجنية جرائم لا تسقط بالتقادم وغير خاضعة لأي عفو". وكان السجين الفار من المستشفى الجهوي ببني ملال، حمزة جواد، قد اتهم مدير السجن المحلي بخنيفرة، في الفترة التي كان يقضي فيها عقوبته الحبسية، بتقديمه لثلاثة سجناء لهم نفوذ داخل السجن من أجل اغتصابه، عندما كان سجينا حدثا ولا يتجاوز عمره 17 سنة. وقال السجين "حمزة"، في شريط فيديو، يتم تداوله بشكل واسع على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إنه كان أصغر نزيل في السجن المحلي بخنيفرة حيث لم يتجاوز عمره آنذاك 17 سنة وبعد أن قضى 15 يوما داخل السجن فرض عليه مدير السجن أن يتحول إلى غرفة أخرى بها ثلاثة سجناء كانوا معروفين داخل السجن، وتتراوح أعمارهم ما بين 40 و50 سنة. وأضاف السجين الفار، في الفيديو ذاته، قائلا: "ملي قالي المدير سر عند دوك الناس راه غادي يتهلاو فيك، ويعاملوك بحال ولدهم، مارفضتش"، مضيفا أنه قبل بالانتقال إلى غرفتهم لأنه كان جديدا في السجن وعرضوه للاغتصاب بعد أن ناولوه أقراصا من مخدر "القرقوبي". وأشار أن جمعيات ومحامين تضامنوا معه واستمعوا إليه من أجل مساعدته، وأن رجال الدرك الملكي انتقلوا إلى السجن من أجل الاستماع إليه، وتم ترحيله إلى سجن سيدي سعيد بمكناس، وكان يعرض على طبيب نفساني 3 مرات في الأسبوع. وأردف السجين حمزة وهو يجهش بالبكاء، أن السجناء الثلاثة الذين اغتصبوه اعترفوا بفعلتهم، مشيرا إلى أنه تلقى من الجمعيات والمحكمة ورئيسها وعودا بمعاقبة المتهمين باغتصابه غير أن الكل تملص من تلك الوعود، ولم ينصفوه على حد تعبيره في الفيديو. وأكد أنه لم يكن النزيل الوحيد الذي تعرض للاغتصاب من طرف نفس الأشخاص بل هناك ضحايا كثر، مضيفا بأن أحد السجناء الذين اغتصبوه اعترف أمام المحكمة بأنه سبق لهم أن اغتصبوا سجينا مقابل 40 ألف درهم سلموها لمدير السجن. وزاد أنه لا توجد ضمانات في حالة تسليم نفسه تكفل له حقوقه، مؤكدا أنه يفضل الموت على أن يتم القبض عليه، وأنه مستعد لتسليم نفسه فقط إن تم فتح تحقيق في عملية الاغتصاب التي تعرض لها ومحاكمة المتورطين في ذلك. وأشار السجين الفار، أنه تمكن من الهرب من المستشفى الجهوي ببني ملال بعد أن تذرع بالذهاب للمرحاض، مضيفا أن هروبه هو من دبره بنفسه ولا علاقة لعائلته بذلك.