اعتبر محمد العمراني بوخبزة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بجامعة عبد الملك السعدي، أن موقف موريتانيا اتجاه المغرب غير واقعي وغير مبني على أساس، "لدرجة أنه أصبحنا معها، نحس أن هناك معاداة لمصالح المغرب في الوقت الذي هي في أمس الحاجة إليه من أي وقت مضى" حسب قوله، وذلك على خلفية امتناع كل من تونس ومصر وموريتانيا على التوقيع على ملتمس إبعاد البوليساريو عن منظمة الاتحاد الإفريقي وعودة المغرب لحضن المنظمة بعد 32 سنة من القطيعة، إلى جانب 28 دولة إفريقية. وفي الوقت الذي شجب فيه الجميع موقف كل من مصر وتونس، اختار بوخبزة أن يتنصب مدافعا عنهما، حيث قال في تصريح لجريدة "العمق المغربي"، أن مصر كان لها موقف ايجابي اتجاه قضية الصحراء في الأممالمتحدة، وكانت من الدول التي لاقت سد منيع أمام أي إدانة للمغرب في صراعه مع الأمين العام للأمم المتحدة، و"بالتالي لا يمكن أن نقرأ الموقف بموقف، وأن نقول أن عدم التوقيع فيه تحيز لطرف على طرف آخر" يقول بوخبزة. أما فيما يخص تونس، فقد اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن علاقتها بالمغرب متميزة، "والدليل على ذلك، الزيارات التي قام بها المسؤولون التونسيون للمغرب وكذا الزيارة الملكية لهناك، ثم رضا الشعب التونسي على العلاقات المغربية التونسية، حيث إن العديد منهم وفي كثير من المرات يعتبرون مواقف المغرب كنموذج" حسب تعبيره. وأكد بوخبزة في التصريح ذاته، أنه "لا يمكن القول إن هناك استغراب وشن هجوم معين على الموقف التونسي والمصري بقدر ما يجب أن يكون هناك تريث في البحث عن المبررات والدوافع، لأنها دول تربطها علاقات متميزة مع المغرب". وحول ما إن كانت هذه الدول بامتناعها عن التصويت تحاول تحسين صورتها أمام دول الاتحاد الإفريقي، شدد العمراني على أن تلك الدول لذلك، "فمصر لها وضعها الاعتباري في العالم العربي والقارة الإفريقية بمعنى أن ليست بحاجة لإعادة النظر في مواقفها لكي تقوم بتحسين صورتها، ونعرف الآن ما يروج في مصر وما تسعى له فهي في محفل أكبر وأكثر أهمية من الاتحاد الإفريقي". وأشار المتحدث ذاته، أنه "لا داعي لاعتبار أن موقف مصر ناتج عن ضغط بقدر ما نحتاج لوقت لتتضح الأمور، خاصة أن سياقات المواقف فاجأت الكثير فحتى قرار عودة المغرب للاتحاد فاجأ الكثيرين، ولا داعي أن نبخس مجهودات هذه الدول الشقيقة والصديقة" على حد قوله.