أزالت ثياب الوهم وارتدت السواد، معلنة بذلك نظرة مختلفة للحياة، وأن الواقع مرير... استلقت على فراش بسيط، قرب عصفور جريح لم يتذوق طعم الحرية قرابة خمس سنوات...اختارت البساطة عنوانا لحياتها، وأقفلت بذلك تاريخا عظيما كان يشهد لها بكاريزما الأخلاق، ومعاني أخرى ترفض الإعتراف بوجودها، ترى مكانها المناسب مزبلة التاريخ، حتى إن كانت، فالحاضر لم يجد لها مكانا لائقا بقداستها...هاجسها الوحيد فهم معنى الحياة، لا تريد تفسيرات نظرية مملة تستغرق ساعات طويلة للخروج بمفهوم ضيق يصعب ايجاد نظير له في الواقع، فهي تبحث عن معاني شارحة تزيل الغموض وعطش الإنتظار ... استفسرت شخصا معروفا بتجاربه المتعددة، عاش الجوع والقسوة والظلم، وأحيانا قليلة لحظات متعة في بحر الحياة، عرف أناسا كثر، وعاشر طباعا مختلفة، الصادق والواهم وناضج الفكر وطيب القلب والماكر والمنافق والخائف وصاحب الشخصية الضعيفة والحاسد والحقود ومن يعيش في قلبه سؤال الإختيار وفوبيا الرفض ، لا يعرف أيهما سيختار، من فرضتها الرغبة أم الغامضة التي ما إن يراها حتى ينشرح قلبه، ليعيش بذلك فوضى الأحاسيس... نماذج كثيرة استطاع من خلالها أن يمتلك حاسة التمييز بين الأشخاص...كان شيئا ايجابياا بالنسبة لها، فحتى إن فشل في أن يجيبها عن سؤال الحياة، على الأقل ستعرف أي الطباع هي؟؟؟ هل كارهة أم متكبرة أم طيبة ؟؟ هل الودودة أم الخائفة أم القوية أم تلك التي تدخل أحاسيس الفرحة والبهجة، لكن لا أحد يستطيع فهم طباعها، عزة نفسها واحترامها لنفسها تجعل من حولها لا يدركون حقيقتها، فيتبنون بذلك أساليب التجاهل والكبرياء والتظاهر بتصرفات لا تعكس أصلهم ... أجابها ...أنت الغموض..