ينظم حاليا بقاعة المعارض بالقصبة التاريخية تاوريرت بورزازات، معرض خاص بصور أعلام فن أحواش وأماكن ممارسته والزي والحلي الخاصين به، وذلك ضمن الأنشطة الموازية للدورة الثالثة للمهرجان الوطني لفنون أحواش المنظم مابين 8 و10 غشت الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. ويهدف هذا المعرض الى تعريف الاجيال الصاعدة بهذا التراث الاصيل الذي يميز هذه المنطقة وببعض اعلامه السابقين من النساء والرجال والذين ساهموا بشكل كبير في المحافظة على هذا الموروث الثقافي بالاضافة الى ابراز الزي والحلي والآلات المستعملة آنذاك من قبل هذه الفرق. وأكد المكلف بالأنشطة الموازية بهذا المهرجان، الباحث في التراث المحلي، السيد الحسن مزوز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الصور المعروضة بهذه المناسبة، والتي يعود بعضها الى سنوات الثلاثينات من القرن الماضي، تبرز الفرق الشاسع بين أحواش في هذه الحقبة من تاريخ المغرب والتحديثات التي طرأت على هذا الفن. وأضاف أن فنون أحواش فقدت حاليا الكثير من مقوماتها سواء تعلق الامر بعدد الممارسين في الفرقة الواحدة أو الايقاعات أو الشعر أو اللباس، مشيرا الى أن هذه الصور تبرز جليا أن فرقة أحواش كانت تتكون في السابق من مائة فرد أو يزيد، مما يعطي للفرقة حضورا قويا على خشبة العرض. وأبرز السيد الحسن مزوز أنه لدواعي اجتماعية واقتصادية وللاستجابة لمتطلبات العصر، تم تقليص مدة عرض فرقة أحواش لفقراتها وتقليص عدد أفرادها ليصل في بعض الاحيان الى خمسة أو ستة شخص، وذلك من اجل رفع مدخول عناصرها عند مشاركتها في التظاهرات الفنية، على عكس ما كان عليه الأمر سابقا حيث كان فن أحواش مرتبط بشكل متين بالحياة المعيشية داخل القبيلة وبالطقوس والعادات المتبعة بالمنطقة من قبيل الختان الجماعي ونهاية الموسم الفلاحي والزواج والولادة. وأشار الى أن بعض هذه الصور تبرز عدد من أعلام هذا التراث اللامادي المنتمين جلهم الى اقليمورزازات، حيث تعود أقدم صورة معروضة بهذه المناسبة الى سنة 1930 وهي لأحد المصورين الفرنسيين زار المنطقة، مضيفا أن هذه الصور، التي أخذ عدد منها بمقربة من قصبة تاوريرت، تمكن الباحثين في هذا الميدان من الوقوف بشكل قوي على التغيرات والتحديثات التي طالت هذا الفن الشعبي الأصيل. وتتميز الدورة الثالثة لهذا المهرجان، التي تعرف مشاركة 18 فرقة تضم حوالي 500 فنان وفنانة من مختلف المناطق المغربية التي تعنى بهذا الفن المغربي الأصيل، بالاعتماد على تصور إبداعي يهدف إلى إبراز تنوع فنون أحواش من حيث ارتباطها بكل مناحي حياة الإنسان عبر تقديم ثلاثة عروض تبرز الجوانب الاحتفاليÜÜة لهذا الفن في مختلÜÜÜف المناسبات كالÜÜولادة والختان والزواج والحصاد وغيرها.