تنطلق، اليوم الجمعة، بمدينة ورزازات، فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الوطني لفنون أحواش، بمشاركة أزيد من 200 فنانة وفنان موزعين على 20 فرقة تنتمي إلى مختلف مناطق المغرب، سيتنافسون في إبراز مواهبهم وإمتاع جمهورهم بقصبة تاوريرت التاريخية. وسيكون عشاق فن أحواش، المنظم من طرف وزارة الثقافة بالتعاون مع المجلس الإقليمي والمجلس البلدي والمجلس الإقليمي للسياحة لورزازات، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى أزيد من ست ساعات يوميا، على موعد مع لحظات مميزة من الغناء والموسيقى، مع الاستمتاع بمجموعة من اللوحات الفنية للفرق المشاركة، المستوحاة من الفلكلور الشعبي. وتتميز دورة 2014 بتبني تصور فني وإبداعي يهدف إلى إبراز تنوع فنون أحواش من حيث ارتباطها بكل مناحي حياة الإنسان عبر تقديم ثلاثة عروض رئيسية بقصبة تاوريرت تبرز الجوانب الاحتفالية لهذا الفن في مختلف المناسبات كالولادة، والختان والزواج والحصاد، وغيرها. وحسب المنظمين، فإن دورة هذه السنة من المهرجان الوطني لفنون أحواش بورزازات، تؤسس لمرحلة جديدة للمهرجان ليتبوأ مكانته ضمن لائحة المهرجانات الوطنية للفنون الشعبية التي ترعاها وزارة الثقافة مثل عبيدات الرما وأحيدوس والأندلسيات والمهرجان الوطني لفن العيطة وغيرها. ويسعى المنظمون إلى الحفاظ على أصالة هذا الفن والحد من العوامل التي أصبحت تهدد وجوده بفعل التحولات الاجتماعية والثقافية التي يشهدها المجتمع، وإعادة الاعتبار وإحياء هذا الموروث الثقافي الإنساني الذي يعزز الهوية الوطنية وتماسكها، وهو ما يبرز قوة الإشعاع الفكري والإبداع المادي واللامادي لفن أحواش. ويشمل برنامج المهرجان أمسيات شعرية وموسيقية تحتفي بالطاقات المحلية، علاوة على معارض ثقافية متنوعة، كما سيكون المهرجان مناسبة لتكريم بعض رواد وأعلام فن أحواش. ويراهن المنظمون على ترسيخ تصور جديد للمهرجان، ليس فقط على مستوى هويته، بل بإعطاء نفس جديد لفقراته وفق تصور إخراجي، مع تنويع لفقرات البرنامج العام وفتح مجال أوسع للفرجات المفتوحة وهو ما سيمكن فضاءات مدينة ورزازات إلى التحول لحاضرة فنون أحواش طيلة أيام المهرجان. ويشهد المهرجان تنظيم ندوة فكرية حول فنون أحواش بمشاركة أساتذة باحثين مختصين، كما سيحتضن المسرح الروماني لقصبة تاوريرت أمسية شعرية "أباراز نايت اومارك" بمشاركة شعراء معروفين في هذا الفن الأمازيغي الأصيل، فيما سيتم تكريم بعض الأسماء، التي طبعت فن أحواش ببصمات خاصة، بالإضافة إلى تنظيم معرض خاص يحتوي على صور أعلام فنون أحواش وأماكن ممارسته والزي والحلي الخاصين به، وتنظيم صبحية تربوية للأطفال تضم عدة فقرات محورها فنون أحواش لتعريف الناشئة بأهمية هذا التراث ودوره المتأصل في حياة الإنسان بالمنطقة. وحسب الزوبير بوحوت، مدير المجلس الإقليمي للسياحة بورزازات، والمكلف بالتواصل بالمهرجان الوطني لفنون أحواش، فإن خصوصية المهرجان تتمثل في الاحتفاء بتراث شعبي مغربي أصيل ظل متجذرا في الوجدان الجماعي الشعبي، وإبراز جميع ألوان فن أحواش بمختلف مناطق المغرب. وأضاف بوحوت ل"المغربية"، أن المهرجان الوطني لفنون أحواش، يسعى إلى الاحتفال بفن أحواش وتقديمه بالشكل الحقيقي للجمهور، من خلال أشهر الفرق الفنية التي تمارس هذا الفن التراثي بجميع ألوانه الاحتفالية. وأشار بوحوت إلى أن الدورة الحالية تشكل فرصة لإبراز المؤهلات المهمة للمنطقة في ميادين التراث والسياحة والسينما والواحات والتنوع البيولوجي والصناعة التقليدية، بالإضافة إلى المشروع الضخم للطاقة الشمسية.