تواصلت عمليات القصف الإسرائيلي بشكل مكثف لمناطق مختلفة في قطاع غزة، وارتفعت حصيلة الضحايا إلى نحو 50 شهيداً وأكثر من 350 جريح، دون أن تسلم من القصف لا منازل المواطنين الفلسطينيين ولا المستشفيات ولا المساجد والاراضي الزراعية. وطبقاً لمصادر طبية فلسطينية رسمية، فإن عدد الضحايا ارتفع خلال الساعات القليلة الماضية إلى 50 شهيداً، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء، وعدد من كبار السن، بينهم سيدة تجاوز عمرها 80 عاماً، بينما تزايد أعداد المصابين بشكل كبير. وسقط معظم الضحايا في قصف غير مسبوق لمنازل مواطنين في أحياء مختلفة من قطاع غزة، دون تحذيرها بشكل مسبق كما كان يحدث في أوقات سابقة، وهو ما يفسر الأعداد المرتفعة للشهداء والجرحى. وفي أحدث الغارات العنيفة على غزة، أعلنت مصادر طبية استشهاد 4 أشخاص من عائلة واحدة اثر قصف منزلهم في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، بينما استشهدت سيدة وطفلها في قصف منزل آخر في خانيونس، جنوب القطاع. كما قصفت طائرة إسرائيلية منزلاً في بيت حانون ما أدى لمقتل سيدة وطفلها وإصابة عدد آخر، بعد وقت وجيز من مقتل مسنة تجاوزت الثمانين من عمرها ومواطن ستيني ونجله في قصف في المنطقة الوسطى. كما أفادت المصادر أنه تم انتشال جثتين من تحت أنقاض منزل في حي الشجاعية، بعد قصفه بصاروخ من طائرة F16 ظهر اليوم، ما تسبب أيضاً بوقوع عدد كبير من الجرحى. وصباح اليوم قتل الطفل محمد عريف (13 عاماً) إثر قصف في منطقة الشعف، شرق مدينة غزة، بينما أصيب في نفس المنطقة أكثر من 25 شخصاً، معظمهم من الأطفال والسيدات، ونقلوا إلى مستشفى الشفاء. وطال القصف أيضاً مستشفى غزة الأوروبي جنوب قطاع غزة، وقد أصيب نتيجة ذلك 17 شخصاً من القاطنين في محيط في المستشفى، وكذلك قُصف مستشفى "بلسم" ما إلى لحدوث أضرار بالغة وتحطيم نوافذه. كارثة صحية في موازاة ذلك، أعلن مدير عام مستشفى الشفاء الدكتور نصر التتر، نفاذ 25% من الأدوية والمستلزمات الطبية من مخازن وزارة الصحة الفلسطينية خلال أقل من يومين فقط من الحرب الجديدة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. وطالب التتر المجتمع الدولي بالتحرك العاجل وتوفير احتياجات قطاع غزة من الأدوية والمعدات الطبية، وكذلك فتح معبر رفح البري مع مصر، لنقل عدد كبير من الحالات الصعبة التي لا تستطيع مستشفيات غزة التعامل معها. وحذر التتر من أن استمرار التصعيد الإسرائيلي ينذر بكارثة كبيرة إن لم يتم إرسال احتياجات غزة من الأدوية، مشيراً إلى أن الطاقة الاستيعابية لمستشفيات القطاع أقل من القدرة على التعامل مع الأعداد الكبيرة من المصابين.