بعد استنفاذ كل الوسائل لتحسيس المسؤولين بالاوضاع المتردية لأسرة المقاومة وجيش التحرير، سواء من الناحية الاجتماعية والتأخير في إخراج المجلس الوطني للمقاومة وجيش التحرير إلى الوجود، نفذ العشرات من أسر المقاومة وجيش التحرير صباح الخميس 5 ماي وقفة احتجاجية من أجل إيصال صوتهم والتعبير عن مطالبها الاجتماعية والاقتصادية الجد المتردية والمطالبة بالتعجيل بتأسيس المجلس الوطني كإطار شرعي ووحيد لتمثيل الأسرة وطنيا. وعرفت الوقفة الاحتجاجية المنظمة أمام مقر المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جش التحرير مشاركة مقاومين محاربين وأبناءهم، ونساء أرامل من مختلف المدن المغربية، معبرين عن استيائهم من السياسة المتبعة في مواجهة ملفاتها المطلبية، والتحسيس بمدى تضرر هذه الفئة التي تجسد تاريخ محنة الشعب منذ 20غشت 1953بتصديها لكل المؤامرات. وانتفض المحتجون رافعين شعارات تطالب دسترة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لأسرة المقاومة وجيش التحرير،إدماج حاملي الشهادات من أبناء الأسرة في الوظيفة العمومية، تشغيل أبناء الأسرة من طرف المجالس المنتخبة واستفادتهم من حصص المرافق العمومية والمحلات المهنية والأراضي المخزنية والتابعة للدولة، تخصيص حصة من رخص النقل والتشغيل في أسلاك الوظيفة العمومية، إعادة النظر في التغطية الصحية لجميع الفئات العمرية للمنتمين، الرفع من قيمة التعويضات والمعاشات للمقاومين، التسريع بهيكلة المجلس الوطني لقدماء المقاومين وأبناء جيش التحرير ودعم الإطارات الممثلة لأبناء هذا القطاع، تم إصلاح المنظومة الضريبية والجبائية وحل العراقيل الإدارية التي تثقل كاهل المشاريع الصغيرة، وإجراء تعديلات في النصوص القانونية المنظمة لأسرة المقاومة وهيئاتها التمثيلية، وتضخيم عدد أبناء المقاومين المستفيدين من التشغيل الذاتي على الأوراق. إلى ذلك اعتبر المتظاهرون أن هذه الوقفة عبارة عن صرخة صادقة من أسرة المقاومة وجيش التحرير، مستنكرين تصرفات المندوبية السامية وأعضائها التي وصفوها ب"المتعجرفة والقمع والتسويف والوعود الفارغة وعدم الاهتمام ونشر التفرقة بين المقاومين واستغلال الوضعية الماساوية للمقاومين الضعفاء"، معتبرين أن الأعمال التي يمارسها المندوب السامي في حق المقاومين من تعسفات استبدادية لقمع المقاومين والمكافحين لإجهاض كل المبادرات وتشجيع كل الخطوات التي وصفوها ب"العشوائية في إدارة المندوبية. من جهة أخرى أوضح بيان للجنة التنسيق لأعضاء المجلس الوطني للمقاومة وجيش التحرير أن أسرة المقاومة ساهمت في بناء المشروع الحداثي والديمقراطي والتنموي تعتبره تجربة متميزة من حيث انخراطها في كل المبادرات والبرامج ذات البعد الاجتماعي والتنموي التشاركي باستماتة وفعالية، مضيفا أن الجيل الثاني من الأسرة المكافحة، الذي أخذ المشعل للخروج من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، حيث تمكن أبناء المقاومة من تأسيس إطارات للاشتغال في العمل المدني باجتهاد وإبداع ، مما أدى إلى فرز أكثر من 100 جمعية على المستوى الوطني، ولكن للأسف لم تتمكن الإدارة المركزية من دعم هذه التجربة التي اختزلت كشعار ونموذج تردده الإدارة في كل اللقاءات والمحطات الوطنية . وفي السياق ذاته استنكر أعضاء المجلس الوطني لقدماء المقاومين وجيش التحرير في بيان لهم توصلت به "المنعطف"عما اعتبروه "الحملة المشبوهة والسافرة التي لا تخدم قضايا وشؤون أفراد المقاومة وجيش التجرير ولا تنسجم مع مبادئ وأخلاق وسلوكات شرفاء الوطن وأبنائه، معتبرين أن "العناصر تدعي الوقوف للمطالبة بتنصيب المجلس الوطني بعد إتمام تركيبة أعضائه".