على مدى ثلاث دورات فوت المجلس البلدي لكلميمة تنظيم مهرجان "كلميمة الثقافي" ل : "جمعية غريس للتنمية والأعمال الإجتماعية والرياضية" بحكم تواجد عضو ينتمي إلى هذه الجمعية ضمن الأغلبية المسيرة للشأن العام بهذه المدينة بعيدا عن الشفافية والمقاربة التشاركية التي يجب أن تكون. بعد (صحوة ضمير) إرتأى المجلس البلدي إضفاء نوع من الشرعية على عملية تفويت مشروع تنظيم المهرجان في نسخته الرابعة للجمعيات المهتمة بالشأن الثقافي والفني والفكري بالمنطقة، بالتواصل معها، لذلك طلب منها أن تقدم كل جمعية ترغب في احتضان المهرجان تصورا ومشروعا شاملا للمهرجان على أساس أنه سيتم اختيار المشروع الأنسب قصد تمويله وتنفيذه خلال العطلة الصيفية... إستبشرت الجمعيات خيرا بهذه الخطوة معتقدة أنها بإمكانها أن تشكل لبنة أولى في درب تغيير الشأن الثقافي بالمنطقة والرقي به وتثمينه، فأودعت طلباتها ومشاريعها آملة أن تساهم في خلق إقلاع ثقافي ظلت تنشذه منذ زمن بعيد من أجل بلورة مشروع ثقافي شامل في المستقبل للحاجة العامة إليه في هذه الربوع متناسية أن عقليات مسيري الشأن العام بالمدينة مازال مشدودا إلى عالم القبلية والعنصرية ولازالت تعشش فيها مفاهيم الإقصاء والزعامة... قررت جمعيتا "أراو ن غريس" برصيدها في العمل الجمعوي وجمعية "نغمات الواحة oasis mélodies " بطاقاتها الشابة المتنورة وضع مشروع مشترك للمهرجان انسجاما مع الحاجيات والتطلعات الثقافية والفنية للمنطقة، آملتين أن توكل إليهما مهمة التنظيم لكن آمالهما إصطدم بخفافيش الظلام المناهضة للتغيير وبعقليات تستفيذ من التأخر الحاصل في الوعي بأهمية النهوض بالإرث اللامادي للمجتمعات... إستنكرالمهتمون بالشأن الثقافي ب" كلميمة" بعد أن تناهى إلى مسامعهم خبر تفويت المهرجان إلى نفس الجمعية للمرة الرابعة على التوالي في إطارصفقة تعتبر فيها الخصم والحكم. وجدير بالذكر أن برامج هذه الجمعية في الدورات السابقة تفوح منها رائحة حزب "العدالة والتنمية" وتزكم الأنوف ولا علاقة لها بثقافة "غريس" لا من قريب ولا من بعيد، وأما عمليات توزيع جوائزكلها كتب تروج لثقافة ظلامية على التلاميذ المتفوقين دراسيا أمر غير مقبول يجب التصدي له وتلك حكاية تستلزم إطلالة أخرى... من حق الجمعية أن تمرر ما تريده من إيديولوجيا وتروج لأفكار وقيم حسب قناعاتها ذلك شأنها، لكن أن تستغل المال العام لخدمة أجندتها فهذا أمر مرفوض لا يجب السكوت عنه... مثل هؤلاء يحتاجون إلى تمارين إضافية في تقدير ساكنة "غريس" التي تعتبر مهد الأمازيغية و مرعاها الخصيب، ولازالت ترعى أحلاما عاشت معها في صباها حق رعايتها ولا زالت تنظر إليها متوجسة من وأدها في أي لحظة وحين وهي في ريعان شبابها... من المخجل أن تتحول "غريس" من شدة جمودها الثقافي والفكري إلى بركة راكدة لايكاد يسمع فيها إلا نعيق البوم عندما يخيم الليل أو نقيق الضفادع ساعة الهجيع...